أبدى مساعد رئيس جمهورية أذربيجان حكمت حاجييف، في تصريحات للعربية، قلق بلاده الشديد من استمرار أرمينيا في استهداف المدنيين الأذربيجانيين، مشيرا الى أن القصف الأرميني يطال ألفي مدني يوميا.
وقال للعربية/ الحدث: "لقد عكفت أرمينيا على قتل أعداد كبيرة من المدنيين، وألحقت أضرارا كبيرة بالبنى التحتية". وأضاف: "وحتى اللحظة تقوم أرمينيا باستخدام أنظمة الصواريخ المختلفة لاستهداف المدنيين الأذربيجانيين، وهو ما يمثل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا".
وفي السياق نفسه، دعا رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان على تويتر الى الاعتراف بإقليم ناغورنو كاراباخ، مشيرا الى ان الإقليم لم يكن أبدا جزءا من جمهورية أذربيجان المستقلة. واعتبر ان المطالبات الأذربيجانية (بأراض في الإقليم) ليس لها أساس بموجب القانون الدولي.
وتبادلت أذربيجان وأرمينيا الاتهامات الأحد بخرق "هدنة إنسانية" جديدة دخلت حيّز التنفيذ عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي في إقليم ناغورنو كاراباخ، بعد أسبوع على بدء سريان وقف أول لإطلاق النار تم التوصل إليه بإشراف موسكو لكنه لم يُحترم إطلاقاً.
اتهامات متبادلة
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان أن القوات الأرمينية خرقت "بشكل فاضح الاتفاق الجديد"، منددةً بقصف مدفعي. وأوضح المتحدث انار ييفازوف أنّ الانفصاليين شنوا هجمات على أربع بلدات وجرى صدّها كلها.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان أشارت إلى إطلاق قذائف مدفعية وصواريخ أذربيجانية على شمال الجبهة وجنوبها، خلال الساعات الثلاث الأولى بعد بدء سريان الهدنة.
وتحدث جيش ناغورنو كاراباخ في بيان أيضاً عن هجوم معاد صباحا في الجنوب، مشيراً إلى "خسائر وجرحى من الجانبين". وأوضحت فرق الإسعاف في كاراباخ أنه "لم يتمّ استهداف البنى التحتية المدنية والمنازل بالضربات".
واستهدفت الدفاعات الجوية طائرة مسيرة حلقت فوق المدينة لمدة نصف ساعة، ما أدى لسقوطها في جبل مجاور.
ومساء السبت، أعلنت وزارتا خارجية أرمينيا وأذربيجان في بيانين متطابقين، اتفاقاً على "هدنة إنسانية اعتباراً من 18 تشرين الأول/أكتوبر.
قتلى بالألاف
وأعلن الرئيس الاذربيجاني الهام علييف السيطرة على جسر في بلدة خودفرين الواقعة جنوباً عند الحدود مع إيران. ونشر على موقع تويتر فيديو يظهر جنوداً فوق جسر مشيّد بالحجارة وقد رفع عليه علم أذربيجان.
وحققت ارذبيجان في الأسابيع الثلاثة الأخيرة مكاسب ميدانية ولكن من دون الانتصار في معركة حاسمة. ولم تعلن باكو حتى الآن حصيلة خسائرها إذ إنّها لا تنشر حصائل عسكرية أو مادية أو إنسانية.
ويقرّ الانفصاليون بالانسحاب ولكنّهم يؤكدون "السيطرة على الوضع". وأعلنوا رسمياً مقتل 700 شخص ونزوح نصف سكان الإقليم البالغين 140 ألف نسمة. وأعلنوا الأحد مقتل 37 من مقاتليهم.
وأدت المعارك التي اندلعت منذ ثلاثة أسابيع إلى مقتل مئات الأشخاص. لكن الخسائر كبيرة على الأرجح لأن كلا من المعسكرين يؤكد أنه قتل الآلاف في صفوف العدو.
"جرائم حرب"
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش الأحد على لسان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن "الخسائر المأسوية في حياة المدنيين، بمن فيهم أطفال، نتيجة أحدث هجوم أبلغ عنه... على مدينة غنجه غير مقبولة".
وبعد محاولة أولى أخفقت لوقف إطلاق النار بإشراف موسكو، شهد النزاع تصعيداً جديداً السبت.
واتّهمت تركيا أرمينيا بارتكاب "جرائم حرب"، فيما ندّد الاتحاد الأوروبي بهذه الضربات ودعا مرة جديدة "الأطراف كافة إلى الكفّ عن استهداف المدنيين".
وأكد الانفصاليون الأرمن السبت أن مدينة غنجه تضمّ "أهدافاً مشروعة"، في إشارة إلى مواقع عسكرية. وقبل بضع ساعات من الضربات على غنجه، استهدف قصف مدينتي ستيباناكيرت وشوشة في كاراباخ.
تخوف من تدويل النزاع
وإضافة إلى الخشية من احتمال حصول أزمة إنسانية، هناك مخاوف من تدويل النزاع، إذ إن أنقرة تقدم الدعم لأذربيجان بينما أرمينيا التي تدعم الانفصاليين مادياً وسياسياً وعسكرياً، لديها تحالف عسكري مع روسيا.
وسبق أن وجّهت اتهامات إلى تركيا بإرسال مرتزقة سوريين لدعم باكو، وهو ما تنفيه. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 134 شخصا في صفوف الجماعات الموالية لأنقرة المشاركة في العمليات القتالية في قره باغ، من اصل 2,050 منتشرين هناك.
وانفصل إقليم ناغورنو كاراباخ ذو الغالبية الأرمينية، عن أذربيجان الناطقة باللغة التركية، قبيل انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، ما أدى إلى حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينات القرن الماضي. والمعارك الجارية حاليا هي الأخطر منذ وقف إطلاق النار المعلن عام 1994.