وستكون هذه المناورات من أكبر المناورات العسكرية البحرية في المنطقة، وتشمل عدة مهام قتالية ومهام حربية مختلفة، وسيكون أحد أهدافها منع تهريب السلاح.
وقالت المصادر إن القطع العسكرية المصرية أبحرت في المتوسط، وستعبر مضيق البوسفور وبحر مرمرة للوصول إلى نقطة المناورات.
ولمعرفة ما الرسالة التي تحملها هذه المناورات ولمن يمكن توجيهها، حاورت "العربية.نت" اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي وعضو مجلس النواب المصري.
وقال بخيت لـ"العربية.نت" إن "الرسالة واضحة ومفهومة ولا لبس فيها، وهي أن العلاقات بين مصر وروسيا وصلت لأعلى مستوى من الناحيتين العسكرية والاستراتيجية، وأن القدرات العسكرية المصرية كبيرة وقوية وجاهزة للردع، وأذرعها طويلة حتى خارج حدود البلاد".
وأوضح أن التدريبات المشتركة بين مصر وروسيا "ليست وليدة اليوم"، وقد بدأت عام 2017 ضمن "مناورات جسر الصداقة المصرية الروسية".
إلا أن بخيت اعتبر أن تحرك الأسطول المصري ليجري هذه التدريبات في البحر الأسود، لأول مرة، "له بعد محوري هام ويوجّه رسالة شديدة اللهجة لتركيا، سواء من جانب مصر أو روسيا". وتابع: "من جانب مصر، الرسالة للأتراك هي: إذا كنتم تعبثون في المتوسط وفي ليبيا، فنحن سنصل للبحر الأسود وعلى شواطئ بحور أنتم تطلون عليها. وبالتالي الردع جاهز والقوة حاضرة. البحرية المصرية ستمر أمام سواحل تركيا، هل يوجد إثبات للقوة أكثر من ذلك؟".
وأضاف: "أما بالنسبة لروسيا بالرسالة هي أن العبث التركي في النزاع بين أذربيجان وأرمينيا غير مسموح به".
وقال بخيت إن الجديد في هذا التدريب من الناحية العسكرية هو أن استعدادات كبيرة تسبقه بسبب طول الرحلة من الشواطئ المصرية وحتى البحر الأسود، بالإضافة إلى أن التمرين سيستمر حتى نهاية العام الحالي. واعتبر أن هذا الأمر "يكشف عن قدرات كبيرة في المستوى العسكري ومستوى التعاون بين مصر وروسيا، ويندرج ضمن رسائل ردع لبعض القوى التي تشعل التوتر والاحتقان في المنطقة والمتوسط".
وأضاف أن "التدريبات ستعزز التواجد المصري البحري في البحر الأسود وبالقرب من شواطئ تركيا مثلما تحاول الأخيرة أن تفعل وتبحث عن موطئ قدم لها أمام سواحل ليبيا وبالقرب من مصر". وقال إن هذه المناورات، بالإضافة للمناورات المصرية مع فرنسا واليونان وإسبانيا، "تكشف طبيعة العلاقات والتوازنات في المنطقة، ومن يقف مع مصر ويشاركها الدور في حماية أمن المنطقة والمتوسط ومن يقف بقوة ضد محاولات العبث من جانب تركيا".
وكانت القوات البحرية المصرية قد أجرت، اليوم السبت، تدريباً بحرياً مشتركاً مع إسبانيا بالبحر المتوسط. وتضمن التدريب العديد من الأنشطة المختلفة، ومنها تمرين دفاع جوي، وتنفيذ تشكيلات إبحار، بالإضافة إلى تنفيذ تمارين مواصلات منظورة ولاسلكية وتدريبات طيران بحري.