تتابع الجزائر عن كثب التطورات الحاصلة في ليبيا، البلد المجاور الغارق في الفوضى منذ سنوات. فبعد الانفراجة التي شهدها لقاء بعض الأفرقاء الليبيين في مدينة بوزنيقة في المغرب، شدد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في حوار الأربعاء مع "لوبينيو" الفرنسية على ضرورة إجراء انتخابات شرعية من أجل إعادة تشكيل سلطة منتخبة من الشعب في ليبيا.
وأكد أن الوسيلة الوحيدة لإعادة بناء ليبيا هي تنظيم انتخابات شرعية، مهما كانت الصعوبات، معتبراً أنه "لا يمكن أن تتم إعادة توحيد المؤسسات في ليبيا دون الاتفاق على شخص مشروع ينتخب من قبل الشعب الليبي كله".
"سيستغرق وقتا"
إلى ذلك، رأى أن إعادة بناء ليبيا سيستغرق وقتا.. ربما ثلاث أو أربع سنوات"، مضيفاً "لكن مرت 9 سنوات منذ أن عرضت الدول المهتمة بالشأن الليبي حلولا صغيرة لم تقدم شيئا ولن تقدم شيئا على الإطلاق".
كما لفت إلى أن الوضع في ليبيا مقلق للغاية خاصة بالنسبة لدول الجوار.
يشار إلى أن الجيش الجزائري كان قد حذر قبل أكثر من شهرين في خضم تصاعد التوتر بين قوات الوفاق المدعومة من أنقرة والجيش، من تفاقم الاقتتال، مشددا على وجوب الإسراع في إيجاد حل سلمي للأزمة، ومؤكداً أن أي حرب بالوكالة في ذلك البلد لها آثار وخيمة على المنطقة برمتها.
وتشهد ليبيا أعمال عنف ونزاعاً على السلطة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنافس على السلطة في البلد النفطي حكومة الوفاق المدعومة من أنقرة ومقرّها في الغرب في طرابلس، وحكومة في الشرق منبثقة عن البرلمان الليبي المنتخب.
إلا أن الطرفين أعلنا بشكل مفاجئ في آب/أغسطس الماضي وقفاً لإطلاق النار، وسط حراك إقليمي ودولي من أجل دفع المفاوضات بين الأفرقاء.
وفي مطلع أيلول/سبتمبر، مهّدت "مشاورات" بين الليبيين في مونترو بسويسرا الطريق أمام تسجيل تقدّم جديد من خلال التوصّل إلى اتفاق بشأن تنظيم انتخابات في غضون 18 شهراً.
كما احتضنت مصر قبل أيام لقاء ضم ممثلين عسكريين من الجيش والوفاق في نهاية أيلول/سبتمبر في محاولة لتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار.