وأفاد مسؤولون عسكريون أرمن بشن ضربات صاروخية استهدفت ستيباناكيرت، عاصمة ناغورنو كاراباخ. وتقع المنطقة في أذربيجان، لكنها كانت تحت سيطرة القوات العرقية الأرمينية المدعومة من أرمينيا منذ نهاية الحرب الانفصالية في عام 1994.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان على "فيسبوك" إن معارك إطلاق النار "ذات الشدة المختلفة.. لا تزال مستعرة" في منطقة الصراع.
بدورها، اتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمنية بقصف بلدات ترتار وباردا وبيلاغان. وقال مسؤولون إن مدينة غنجه، ثاني أكبر مدينة في أذربيجان خارج منطقة الصراع، "تتعرض أيضًا لإطلاق نار."
من جانبها نفت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان لها مزاعم شن هجمات من الأراضي الأرمينية، ووصفت ذلك بـ"حملة تضليل" تطلقها أذربيجان.
وحذر فهرام بوغوسيان، المتحدث باسم زعيم ناغورنو كاراباخ، اليوم الاثنين، في بيان على "فيسبوك" من أن قوات الإقليم ستستهدف منشآت عسكرية في المدن الأذربيجانية ردًا على الضربات التي استهدفت ستيباناكيرت وشوشي، وهي بلدة الواقعة في ناغورنو كاراباخ.
يأتي ذلك فيما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الاثنين، إلى وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ مع ارتفاع عدد القتلى في الاشتباكات الدائرة في الإقليم الواقع في جنوب القوقاز.
وفي غضون ذلك، حثت تركيا الحلف على الدعوة إلى انسحاب القوات الأرمينية من الإقليم، الذي يسكنه ويديره منحدرون من أصل أرميني.
وقال ستولتنبرغ، الذي كان يتحدث إلى جانب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة، إنه لا يمكن حل الصراع بالطرق العسكرية.
وأضاف: "من المهم للغاية أن ننقل رسالة شديدة الوضوح إلى جميع الأطراف بأن عليهم وقف القتال على الفور، وبأننا ينبغي أن ندعم كل الجهود لإيجاد حل سلمي من خلال التفاوض".
وقال مسؤولون في ناغورنو كاراباخ إن نحو 200 جندي من جانبهم قُتلوا في الاشتباكات حتى الآن. قُتل 18 مدنياً وأصيب أكثر من 90 آخرين. ولم تقدم السلطات الأذربيجانية تفاصيل عن خسائرها العسكرية، لكنها قالت إن 24 مدنيا قتلوا وأصيب 121 آخرون.
وكانت ناغورنو كاراباخ منطقة تتمتع بالحكم الذاتي داخل أذربيجان خلال الحقبة السوفيتية. فقد أعلنت استقلالها عن أذربيجان عام 1991، قبل نحو 3 أشهر من انهيار الاتحاد السوفيتي. قتلت حرب واسعة النطاق اندلعت في عام 1992 ما يقدر بنحو 30 ألف شخص.
وبحلول الوقت الذي انتهت فيه الحرب في عام 1994، لم تكن القوات الأرمينية تسيطر على ناغورنو كاراباخ نفسها فحسب، بل كانت تسيطر على مناطق كبيرة خارج الحدود الرسمية للإقليم.