تصادف هذه الأيام ذكرى مرور سنة على الحراك الشعبي الذي عاشه العراق في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، والذي اندلع احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية والأمنية وسطوة الأحزاب، مطيحاً بحكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي.
وفي ذكرى الثورة، انطلقت احتجاجات مساء الأربعاء، إلى ساحة التحرير في قلب العاصمة بغداد، مطالبة بالحقوق ذاتها، حيث ندد المتظاهرون بعمليات استهداف الناشطين المستمرة منذ سنوات دون توقف، وسط عجز تام من قبل السلطات العراقية في الكشف عن المتورطين الفاعلين.
وكذلك أشاروا إلى استمرار خطف الناشط سجاد العراقي المخطوف على يد ميليشيا موالية لإيران في العراق، الذي وقع قبل أيام، ولم يحدث أي جديد في قضيته، وكذلك محاولة استهداف الناشط حسين الغرابي.
كما أكد الناشطون أن هذه الأفعال لن تثني المظاهرات، ولن توقفها أبداً.
"فقدنا الأمل"
بدوره، أفاد الناشط المحامي حسين الغرابي في تصريح لـ"العربية.نت"، أن الناشطين فقدوا الأمل في عودة الناشط سجاد العراقي، خصوصا بعد كثرة الوعود التي تلقوها من قبل القوات الحكومية في إطلاق سراحه، مؤكدين أنهم كنشطاء يعرفون الخاطف والجهة التي ينتمي إليها، ويعرفون أفعالها وتوجهاتها.
وأضاف الغرابي، أن الحراك الحالي ما هو إلا امتداد للحراك القديم الذي يطالب فيه المحتجون منذ أشهر بإنهاء نظام المحاصصة، وإجراء انتخابات مبكرة بمفوضية مستقلة لغرض الوصول إلى طبقة سياسية مختلفة عن الأحزاب الحالية والرقي بالعراق إلى بلد يليق بشعبه وحضارته.
في السياق أيضاً، كشف الناشط عن تعرض بيته قبل يومين في تمام الساعة السابعة والربع مساء، لانفجار قوي جداً، وبحسب القوات الأمنية، نجم الانفجار عن عبوة ناسفة وضعت بالقرب من حائط المنزل، وخلفت أضراراً كبيرة وصلت إلى البيوت المجاورة.
واتهم الغرابي الجهات نفسها التي اختطفت الناشط سجاد العراقي واستهدفت بيوت الناشطين بمحاولة استهدافه، موضحاً أنها تتبع لأحزاب سياسية في الناصرية كانت فقدت سيطرتها ووجودها الحقيقي وبالتالي تسعى إلى إخافة وإيقاف الناشطين ومنعهم من الاستمرارية في الاحتجاجات الشعبية.
كما أكد أن ارتباطاتهم بإيران باتت واضحة، والميليشيا تعبّر عنها في أكثر من مناسبة وهم يفتخرون بها وهي ارتباطات معروفة لدى الجميع وهي غير مخفية، بحسب تعبيره.
"هُددوا بالاختطاف"
وعن حالات الاختطاف في الناصرية، أكد الغرابي أن سجاد ومعه مجموعة من الناشطين كانوا مهددين طوال الفترة الماضية بالاختطاف، مشيراً إلى أن بعضهم كانوا خارج الناصرية، وعاد سجاد إلى المنطقة لأمر هام وبمجرد وصوله تم اختطافه.
واعتبر الغرابي أن ما حدث مع سجاد هو دليل على أن لدى الميليشيات عناصر استخباراتية ومتابعين وراصدين لكل تحركات الناشطين، موضحاً بأن قائد المجموعة التي اختطفت سجاد معروف فهم أبناء منطقة واحدة، ثم اقتيد سجاد إلى منطقة سيد دخيل وهو مكان موبوء بالسلاح والميليشيات.
كما أشار إلى أن الحكومة العراقية باشرت البحث عن سجاد، وأن التحقيقات مستمرة لمعرفة أي جديد.
وعن حكومة الكاظمي، أكد الغرابي أن المتظاهرين ينتظرون من السلطات أن تبدي حسن النية في أن تبدأ إصلاحات حقيقية عن طريق تقديم قتلة المتظاهرين إلى المحاكمة في أسرع وقت، وحصر السلاح بيد الدولة، وكذلك إيقاف الاستهدافات ضد الناشطين وإظهار الحقائق فيما يخص القتلة.