من المعروف أن وزارة الخارجية الأميركية كانت اتخذت الأربعاء، إجراءات ضد الممكنين الرئيسيين لنظام الأسد والمرتبطين بالفرقة الرابعة في قواته، وإدارة المخابرات العامة في سوريا، وصولاً إلى المصرف المركزي، وذلك ضمن ما قالت إنها جهود ترمي إلى التوصل لحل سلمي وسياسي للنزاع في البلاد.
وعلى وجه الخصوص، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية "أوفاك" التابع لوزارة الخزانة الأميركية 3 أفراد و13 كيانا على لائحة المواطنين المدرجين بشكل خاص ولائحة الأفراد المحظورين، وذلك بموجب سلطات فرض العقوبات على سوريا.
كما فرضت أيضاً العقوبات على رجل أعمال سوري بارز ذي صلة بالنظام، يعمل وسيطاً للفرقة الرابعة في قوات النظام والتابعة كما هو معروف إلى شقيق بشار الأسد الأصغر ماهر، فمن هو هذا الرجل؟.
مقاول "الفرقة الرابعة"
خضر طاهر بن علي، المعروف بـ "طاهر"، هو رجل أعمال سوري يعمل كوسيط ومقاول محلي بارز للفرقة الرابعة في قوات النظام المدرجة هي الأخرى على لائحة العقوبات.
و"الفرقة الرابعة"، هي وحدة عسكرية نخبوية يقودها شقيق بشار الأسد ماهر الأسد، وتم إنشاؤها لحماية النظام من التهديدات الداخلية والخارجية. وقامت أميركا بتضمين بشار الأسد وماهر الأسد بتاريخ 29 نيسان/أبريل 2011 في ملحق الأمر التنفيذي رقم 13572، الذي يحظر ممتلكات بعض الأشخاص بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
وبتاريخ 12 كانون الثاني/يناير 2017، حدد مكتب أوفاك أن قوات النظام باتت تندرج ضمن توصيف حكومته بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582 وقوانين العقوبات المفروضة على سوريا.
أما يوم 17 حزيران/يونيو 2020، أدرجت وزارة الخارجية بشار الأسد وماهر الأسد والفرقة الرابعة بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894 على اللائحة أيضاً.
يوفّر حماية "المواكب"
أنشأ طاهر في العام 2017 شركة كاسل للأمن والحماية المحدودة المسؤولية (Castle Security and Protection LLC)، وهي شركة أمن خاصة أصبحت الذراع التنفيذي غير الرسمي لمكتب الأمن التابع للفرقة الرابعة وباتت مسؤولة عن توفير حماية المواكب عند حواجز الفرقة.
كما تم اختيارها أيضا لإدارة جمع الرسوم عند الحواجز والمعابر الداخلية بين المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام وتلك الواقعة تحت سيطرة المعارضة وكذلك عند المعابر مع لبنان.
إضافة إلى شركة كاسل للأمن والحماية المحدودة المسؤولية، تشير التقارير إلى أن طاهر أنشأ أيضا عددا من الشركات الأخرى التي تستخدم للتعتيم على غسل الأموال التي يتم جمعها بطريقة غير مشروعة عند معابر النظام ومن خلال النهب.
إيرادات هائلة من المعابر لماهر الأسد
فيما كانت المعابر التي تؤدي إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة قد ولدت إيرادات هائلة لمسؤولي النظام، وفي أحد الأمثلة، ذهبت معظم الأموال إلى ماهر الأسد.
كذلك تم إدراج طاهر وشركته، شركة كاسل للأمن والحماية المحدودة المسؤولية، الأربعاء، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582 بسبب توفيرهما الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع والخدمات لحكومة النظام أو دعما لها أو رعايتهما لذلك أو توفيرها.
كما تم إدراج الشركة أيضا لأن طاهر يمتلكها أو يسيطر عليها أو لأنها عملت بالنيابة عنه بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأسماء الأسد أيضاً
في السياق أيضاً، أنشأ طاهر في العام 2019 شركة إيما تيل المحدودة المسؤولية (Emma Tel LLC)، وهي شركة اتصالات منتشرة الآن في أكثر من 20 موقعا في مختلف أنحاء سوريا تبيع فيها معدات الأجهزة الخليوية وتقدم الخدمات ذات الصلة.
فيما أفادت معلومات بأن زوجة بشار الأسد أسماء الأسد قد أمرت بإنشاء شركة إيما تيل المحدودة المسؤولية بغية إيجاد بدائل عن امبراطورية الأعمال التابعة لابن خال بشار الأسد رامي مخلوف وإنهاء هيمنة شركة الاتصالات سيريتل التي يمتلكها مخلوف على سوق الاتصالات السوري. ولكن على الرغم من صلات أسماء الأسد المزعومة بشركة إيما تيل المحدودة المسؤولية، قام طاهر بإنشائها ويمتلك حصصها بنسبة 100%.
وأنشأ طاهر مؤخرا شركة إيلا ميديا سيرفسز المحدودة المسؤولية (Ella Media Services LLC)، وهي شركة إعلانات منحت رخصة لإدارة أكبر شبكات لوحات إعلانية في سوريا.
وأصدر مكتب أوفاك اليوم أيضا رخصة عامة تتيح للأفراد أن تقلص لتسعين يوما العمليات التي تحظرها قوانين فرض العقوبات على سوريا مع شركة إيما تيل المحدودة المسؤولية أو أي كيان تمتلك فيه هذه الأخيرة 50% من الحصص أو أكثر بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أصدر مستند أسئلة وإجابات يوفر توجيها إضافيا بشأن نطاق الرخصة العامة وتقليص العمليات مع شركة إيما تيل المحدودة المسؤولية. وكانت وزارة الخارجية قد أدرجت أسماء الأسد بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894 بتاريخ 17 حزيران/يونيو 2020.
ويشارك طاهر أيضا في مشروع مشترك مع الشركة السورية للنقل والسياحة (Syrian Transport and Tourism Company)، ألا وهو شركة إدارة الفنادق السورية المحدودة المسؤولية (Syrian Hotel Management LLC). ويمتلك طاهر ثلثي حصص المشروع المشترك بينما تمتلك الشركة السورية للنقل والسياحة الحصص المتبقية، ويجدر بالذكر أن وزارة السياحة السورية تمتلك 67% من الشركة السورية للنقل والسياحة.
وتم إدراج شركة إدارة الفنادق السورية المحدودة المسؤولية، كما تم أيضا إدراج الشركة السورية للنقل والسياحة بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582 لأن حكومة النظام تمتلكها أو تسيطر عليها أو لأنها عملت بالنيابة عنها.
يذكر أن طاهر يمتلك أيضا شركات أخرى عدة أو يسيطر عليها، بما في ذلك شركة العلي والحمزة المحدودة المسؤولية (Al Ali and Al Hamza LLC)، وشركة الياسمين للمقاولات (Jasmine Contracting Company)، وشركة غولدن ستار للتجارة المحدودة المسؤولية (Golden Star Trading LLC)، وشركة إيما المحدودة المسؤولية (Emma LLC)، وشركة إيلا للسياحة (Ella Tourism Company)، وشركة إيما تيل بلاس المحدودة المسؤولية (Emma Tel Plus LLC)، ويمتلك 50% من الحصص في الشركة السورية للمعادن والاستثمار المحدودة المسؤولية (Syrian Company for ****ls and Investments LLC) التي يتم تحديدها لأن طاهر يمتلكها بنسبة 50%أو أكثر.
وتشارك هذه الشركات في مجموعة من الأنشطة، بما في ذلك المقاولات وبيع المعادن والإلكترونيات بالجملة وتحويل الأموال والأنشطة السياحية، وقد تم إدراجها كلها الأربعاء، بموجب الأمر التنفيذي رقم 13582 لأن طاهر يمتلكها أو يسيطر عليها أو لأنها عملت بالنيابة عنه.