دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مكالمة هاتفية، الأربعاء، إلى وقف "تامّ" للقتال في إقليم ناغورنو كاراباخ، المتنازع عليه بين أذربيجان وارمينيا، مؤكّدين استعدادهما لتكثيف الجهود الدبلوماسية للمساهمة في حل النزاع، كما أعلن الكرملين، الذي كشف أيضا أن بوتين رفض تدخل ماكرون في شؤون روسيا البيضاء (بيلاروسيا).
وقالت الرئاسة الروسية في بيان إنّ "بوتين ماكرون دعَوا طرفي النزاع في إقليم إلى وقف تامّ لإطلاق النار، وحالما يصبح ذلك ممكناً، تخفيف التوتّرات وإظهار أكبر قدر من ضبط النفس".
وأضافت أنّ الرئيسين ناقشا "معايير ملموسة لتعاون مستقبلي، لا سيّما في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وتضمّ مجموعة مينسك حول ملف إقليم ناغورنو كاراباخ كلا من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وعبّر الرئيسان عن "استعدادهما" لاعتماد بيان يُنشر باسم الرئاسة المشتركة لمجموعة مينسك ويدعو إلى الوقف "الفوري" للأعمال العدائية وبدء مفاوضات، وفق الكرملين.
ومنذ الأحد تدور معارك عنيفة في إقليم ناغورنو كاراباخ الانفصالي عن أذربيجان والمدعوم من أرمينيا، وذلك رغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
موسكو غاضبة من تدخل باريس في روسيا البيضاء
وإلى ذلك، أعلن الكرملين أنّبوتين أبلغ نظيره الفرنسي ماكرون خلال المكالمة التي تطرّقت إلى الوضع في روسيا البيضاء أنّ أيّ محاولة للتدخّل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة هي "غير مقبولة".
وقالت الرئاسة الروسية في بيان إن "الموقف المبدئي" لروسيا هو أنّ "كل محاولات التدخّل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة وممارسة ضغط خارجي على السلطات الشرعية غير مقبولة".
وأتت المكالمة الهاتفية بين بوتين وماكرون بعد لقاء الرئيس الفرنسي في فيلينوس زعيمة المعارضة في روسيا البيضاء، سفيتلانا تيخانوفسكايا. لكنّ بيان الرئاسة الروسية لم يأت بتاتاً على ذكر هذا اللقاء.
وتشهد روسيا البيضاء حركة احتجاج منذ انتخابات 9 أغسطس التي أعلنت فيها تيخانوفسكايا فوزها على الرئيس ألكسندر لوكاشنكو الحاكم منذ عام 1994.
وقد لجأت المرأة الحديثة العهد بالسياسة إلى ليتوانيا في اليوم التالي للانتخابات، في حين تعرضت التظاهرات الشعبية للقمع واعتُقل الآلاف.
ورفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية في روسيا البيضاء، بينما هاجم بوتين ما وصفه بأنه "ضغوط خارجية غير مسبوقة".
وكان الرئيس الفرنسي دافع في لاتفيا، الأربعاء، عن رهانه على الحوار مع روسيا. وتشهد العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بروداً منذ ضمّت موسكو لشبه جزيرة القرم في 2014.
غير أنّ فرنسا سعت مع بضع دول أوروبية إلى إعادة الحوار مع الرئيس الروسي بوتين ضمن استراتيجية تتطلع أيضاً إلى كبح التهديدات النووية.
وقال ماكرون في ريغا: "كما تحتاج رقصة التانغو إلى اثنين، فإنّ التحاور يحتاج إلى اثنين وبالتالي فإنّ الأمر يتعلق برغبة الطرف المعني في التقدّم من عدمه".
وفي زيارته التي تستمر 3 أيام وشملت ليتوانيا ولاتفيا، سعى الرئيس الفرنسي إلى تهدئة المخاوف الإقليمية تجاه روسيا في دول البلطيق التي كانت خاضعة للسيطرة السوفياتية زمن الحرب الباردة.