وأشار الأمين العام للمركز إلى أن هذه التوصيات والرؤى الدينية والقيمية والإنسانية التي صاغها المشاركون في الفعاليات الإقليمية العالمية الستة، ترتكز على معرفة ذكية بالأدوات السياسية والقانونية والمعرفية لمجتمعاتنا الإنسانية، مشفوعة بالخطوات العملية المطلوبة بين العديد من أصحاب المصلحة لإحداث تغيير حقيقي، حيث يزداد الطلب على مساندة المؤسسات الدينية والإنسانية لصانعي السياسات أكثر من أي وقت مضى في غرف اجتماعات صناع القرار العالميين لمناقشة السياسة العالمية . وأشاد ابن معمر بصانعي السياسات المشاركين من المؤسسات الأوروبية الذين يعدون بشكل أو بآخر في طليعة من أدركوا ضرورة الإنصات المستمر لدور القيم الدينية والإنسانية وإشراكهم منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث عملت بعض المؤسسات الأوروبية بشكل فردي على وضع نماذج للتعاون مع الجهات الدينية والقيمية الفاعلة، مشيرًا إلى إبرام معاهدة لشبونة عام 2009، وإلى دور الاتحاد الأوروبي الرائد ومنهجيته التشاركية مع الجهات الفاعلة الدينية داخل حدوده وخارجها أيضًا، ومن ثم لمسنا في العقدين الأخيرين اهتمامًا كبيرًا ودعمًا غير مسبوق من صانعي القرار للكيانات الدينية والقيمية، وتقديرًا لجهودها . وقال:" لقد خطت الأمم المتحدة خطوات معتبرة في إشراك الأفراد والقيادات والمنظمات الدينية والقيمية من خلال فريق العمل المشترك بين الوكالات المعني بالدين والتنمية، الذي يفخر مركز الحوار العالمي أن يكون جزءًا منه، غير أنها ما تزال تحتاج إلى جهد مضاعف على المستوى العالمي لمواجهة مختلف التحديات"، عادّاً منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين منصةً شاملة لتحقيق هذا الغرض، وفضاءً دينيًا وقيميًا عالميًا واسعًا لإسماع صوته وتعزيز أدواره من خلال التفاهم والتضامن، ونقلها إلى صانعي السياسات في قمة مجموعة العشرين . وأعرب الأمين العام لمركز الحوار العالمي رئيس اللجنة التوجيهية التنفيذية لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين عن اعتزازه برئاسة المملكة العربية السعودية لقمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها هذا العام بوصفها عضوًا مؤسّسًا وداعمًا لمركز الحوار العالمي، ومدركةً إمكانات القيادات والمنظمات الدينية والقيمية، وعبّر عن أمله في نجاح منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين في هذه الدورة الاستثنائية، التي خيّم على العالم فيها تحديات جائحة كورونا (كوفيد-19)، وأصبح على أثرها مُشَتتًا، مما يؤكّد حاجة العالم إلى العمل معًا لبناء مجتمعات أكثر تفاهمًا وتضامنًا واستدامة، وذلك بالتعاون مع المجتمعات الدينية والقيمية . وقال ابن معمر: " بالرغم من الإجراءات الاحترازية والوقائية لكوفيد-19 التي حالت دون عقد الاجتماعات الفعلية هذا العام، فقد تمكَّنا من جمع أكثر من 500 مشارك في (6) اجتماعات إقليمية، والخروج بتوصيات من كل اجتماع " ، مشيرًا إلى حرص الجميع على المشاركة والتفاعل، مؤكدًا أن التقنية أثرت العملية الحوارية بشكل غير مسبوق . وفي ختام كلمته شدّد ابن معمّر على فعالية وأهمية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين، معرباً عن ثقته في مواصلة أوروبا لعملها الدؤوب في هذا الخصوص من خلال منظماتها النشطة المتنوعة، ابتداءً من العام المقبل عندما تعود رئاسة مجموعة العشرين إليها عبر البلد المضيف إيطاليا، مؤكداً استجابة حوالي مئتي مشارك للقاء الختامي في الرياض في منتصف شهر أكتوبر المقبل. // انتهى //17:56ت م 0137