أطلق مفتي ليبيا المعزول، الصادق الغرياني، المعروف بفتاويه الغريبة والمتطرفة، فتوى جديدة، تدعو إلى استشارة تركيا في القرارات المصيرية التي تهم ليبيا وتخصّ مستقبلها، وعدم التنصل عنها والتنكر لجميلها.
واستنكر الغرياني المقيم في تركيا في آخر ظهور تلفزيوني مساء أمس الأربعاء، عبر قناة "التناصح" المملوكة لشخصيات تابعة للتنظيمات المتشددة بليبيا، إعلان رئيس حكومة الوفاق تقديم استقالته وتسليمه مهامه للسلطة الجديدة دون التشاور مع تركيا، وإصدار المجلس الرئاسي قراراً يقضي بإيقاف إطلاق النار دون الرجوع إلى الحليف التركي، متسائلا "هل يعقل هذا بعد كل ما قدمّه إلى ليبيا؟، معتبرا أنّ التنكر لجميل الأتراك والتنصل عنهم هو بمثابة مناصرة لقائد الجيش الليبي، خليفة حفتر.
وزعم الغرياني الذي يوصف في ليبيا بـ"مفتي الفتنة والإرهاب والدمّ"، أن "تركيا هي الدولة الوحيدة التي وقفت إلى جانب حكومة الوفاق خصوصا خلال العملية العسكرية، التي أطلقها الجيش الليبي لاستعادة العاصمة طرابلس، وتحمّلت ما لم يتحمله غيرها، حتى إنها ضربت بعرض الحائط كل الضغوط الدولية الرافضة لتحالفاتها مع الوفاق".
واستغرب من عدم الاعتراف بالجميل والتنكر لتركيا، داعيا إلى ضرورة دعمها ضد ما وصفها بـ"الحملة الشرسة" التي تتعرض لها من الدول الأوروبية خصوصا فرنسا، معتبرا أن "العقوبات التي يسعى الأوربيون إلى فرضها عليها شغلتها عن مواصلة دعم حكومة الوفاق".
ويعدّ الغرياني من أهمّ الشخصيات الدينية، التي تعوّل تركيا على فتاويه المضلّلة، كغطاء لشرعنة تدخلها في ليبيا وأداة لتوجيه الرأي العام والتأثير عليه، خدمة لمشروعها التوسعي في المنطقة وتحقيق الهيمنة، رغم تاريخه الأسود في ليبيا.
ومنذ توقيع مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والبحري بين حكومة الوفاق ونظام أردوغان التي فتحت الباب للأتراك للتدخل في ليبيا عسكريا وسياسيا وإقتصاديا، يقود الغرياني وقيادات إخوانية ليبية أخرى مقيمة على الأراضي التركية حملة مدح وثناء لكل تحركات ونشاطات أنقرة داخل ليبيا.