هددت رئيسة الحزب الدستوري عبير موسي، بالدخول في اعتصام أمام مكتب فرع اتحاد العلماء المسلمين بتونس العاصمة، في حال عدم إغلاقه وإخراجه من البلاد، بعد اتهامه بالتورط في أنشطة داعمة للإرهاب ووقوفه وراء عمليات ممنهجة لنشر ثقافة التطرف وأخونة المجتمع التونسي.
وأعلنت موسي في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، أنها تعتزم رفع عدد من الشكاوى الجزائية المستعجلة ضد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تونس لإيقاف أعماله، بعد ثبوت اختراقه للدولة التونسية من خلال دورات تدريبية مشبوهة للأئمة والخطباء والوعاظ التونسيين وأخرى موجهة للشباب في العلوم الشرعية، وتوظيفه لجامعة الزيتونة لإبرام اتفاقيات مشبوهة مع مراكز دينية ذات خلفية متطرّفة، خدمة لأجندة تنظيم الإخوان.
تكريم شخصيات تركية وقطرية
كما اعتبرت أن جامعة الزيتونة، المؤسسة التعليمية الرسمية التي تمثل الهويّة التونسية وتتولى نشر وتلقين تعاليم الدين الإسلامي المنفتح في المجتمع التونسي، أصبحت اليوم تحت سلطة قيادات الإخوان التي تقدم أنشطة مشبوهة من خلال حفلات لتكريم شخصيات تركية وقطرية وتوفير دروس باللغة التركية، وتوقيع اتفاقيات مع "جمعية الصداقة التونسية التركية" تتيح لأنقرة تمويل وتنظيم دورات تدريبية للتونسيين، وتقديم برامج تعاون اجتماعي للإطارات المسجدية التونسية، إلى جانب اتفاقيات أخرى مع جامعة يزعم أنها أوروبية مقرها ببروكسيل، لكن ثبت أنه لا وجود لها.
إلى ذلك، أشارت إلى أنه بتتبع خيوط كل هذه الدورات والاتفاقيات والأسماء المشرفة عليها، تبيّن أنها كلها تصبّ وترجع إلى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
تعتيم ممنهج.. ونشاط مشبوه
وشدّدت موسي على أنها ستنصب الخيام بشارع خيرالدين باشا، مقر مكتب الاتحاد في تونس، في حال لم تتفاعل السلطات مع هذا الملّف وتوقف نشاط هذه الجمعية، مستنكرة التعتيم الممنهج الذي تمارسه مؤسسات الدولة مع هذه القضايا.
يشار إلى أن الفرع التونسي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أسسه القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، ويرأسه حاليا الداعية أحمد الريسوني، يقوم بحسب ما أكد نواب تونسيون سابقا بدور مشبوه وغير قانوني في تونس عنوانه "التعليم الديني الموازي" عبر نشر دعايات لدورات في التكوين والتأهيل الشرعي وتخريج الدفعات، وغير ذلك من أنشطة غير معلنة تحيط بها الكثير من الأسرار.
ومنذ افتتاحه عام 2012، يواجه هذا المكتب اتهامات تونسية عدة بتغذية التطرف ودعم الإرهاب ونشر ثقافة التشدد، كما تحوم العديد من الشبهات حول مصادر تمويل أنشطته المكلفة، ويتهم بتورطه في تجنيد الشباب لصالح الجماعات الإرهابية وتسفيرهم للقتال في بؤر التوتر، خدمة لحركة النهضة ولأجندة تنظيم الإخوان.