منذ السبت الماضي لم يهدأ ناشطو الناصرية جنوب العراق، بعد محاولات اغتيال أحد الناشطين في المحافظة الجنوبية وخطف الشاب سجاد العراقي.
لكن أياما مضت ولم يكشف بعد مصير سجاد، الشاب العشريني خريج كلية التاريخ، الذي لم يغب عن حراك الشارع العراقي. فوسط غياب المعلومات، تضاربت الأنباء حول مصير الشاب.
إلا أن مصدرا أمنيا في قضاء سيد دخيل أفاد اليوم الثلاثاء، حسب ما نقل مراسل العربية، بأن قوة مشتركة من مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وصلت إلى القضاء ضمن عمليات البحث عن المختطف.
ولاحقاً، أعلن رئيس جهاز مكافحة الارهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، أن بعض المعلومات توافرت حول الناشط، مشيرا إلى بدء العملية الأمنية للبحث عنه وتحريره.
وكان سجاد العراقي خطف السبت، وأصيب زميله باسم فليح بعد تعرضهما لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين نوع فلاونزة عند المدخل الشمالي الشرقي لمدينة الناصرية، بحسب ما أفاد مصدر أمني في حينه. وقال المصدر آنذاك إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الناشطين كانا يستقلان سيارة صالون وتعرضا لإطلاق نار، فتوقفا، حينها أقدم المسلحون على خطف ساجد، وترك فليح مصابا، لينقل لاحقا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
اتهام للعصائب وبدر
في حين أشار ناشط كان مع الشابين خلال الهجوم، بحسب زعمه، إلى أن فليح تعرف على هوية أحد المهاجمين، وهو شخص يحمل لقب "الإبراهيمي"، وهو منتسب في الحشد الشعبي عن منظمة بدر.
وقال منتظر عبد الكريم في تغريدات على حسابه، إن سيارتين من نوع بيك أب حاصرتا السيارة التي كان يستقلها الناشطون، مضيفا أن أحد المهاجمين كان يحمل مسدسا كاتما للصوت.
كما اتهم ميليشيات "منظمة بدر وعصائب أهل الحق وأمن الحشد" بعملية الاختطاف.
منع سفر الشمري
وأشعلت تلك الحادثة الغضب في صفوف المتظاهرين في الناصرية، على مدى أيام، ونزلوا إلى الشوارع مطالبين بمعرفة مصير زميلهم، ما دفع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى التوجيه بالبحث فورا عن الشاب المختطف.
كما أمر الكاظمي بمنع الفريق جميل الشمري الذي كان مديراً لخلية الأزمة المكلفة بالتعامل مع الاضطرابات في محافظة ذي قار من السفر، لتورطه بقضايا قتل المتظاهرين في الناصرية.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء، أحمد ملا طلال، في تغريدة، إن "القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وجه بإصدار قرار منع سفر بحق الفريق جميل الشمري لتورطه بقضايا قتل المتظاهرين في الناصرية". وأضاف أن القرار جاء على خلفية منح الفريق إجازة وهمية للعلاج خارج العراق.
وكانت الناصرية شهدت نهاية نوفمبر 2019، مجزرة أودت بحياة 70 قتيلاً، وأكثر من 225 جريحاً، وتسببت بإقالة الشمري، بعد يومين فقط من تكليفه برئاسة خلية الأزمة لمعالجة الأوضاع الناجمة عن المظاهرات الاحتجاجية في محافظة ذي قار.
ومنذ تعيينه رئيسا للوزراء وعد الكاظمي بمحاسبة قتلة المتظاهرين، ووقف عمليات الخطف والاغتيال التي لا تزال مستمرة وإن بوتيرة أخف، منذ انطلاق التظاهرات في البلاد في الأول من أكتوبر الماضي.