في تكرار للرسائل المبطنة التي توجهها بعض الفصائل والمجموعات المجهولة في العراق إلى الأميركيين والحكومة برئاسة مصطفى الكاظمي على السواء، عبر صواريخ لا تتبناها غالبا أي جهة علناً، أعلنت خلية الإعلام الأمني، الثلاثاء، سقوط 3 صواريخ هاون داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين في العاصمة بغداد، والتي تضم العديد من السفارات، بالإضافة إلى مؤسسات ودوائر الدولة، دون خسائر.
وذكرت في بيان، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية، أن "3 صواريخ هاون سقطت داخل المنطقة الخضراء دون تسجيل خسائر أو أضرار"، لافتة إلى أن "مكان الانطلاق كان من منطقة الكرادة (الزوية) بجوار إعدادية العرفان".
والأسبوع الماضي أيضا، استهدف صاروخ كاتيوشا المنطقة الخضراء، لكنه سقط على عمارة سكنية في مجمع القادسية السكني، ولم يتم تسجيل أي أضرار أو خسائر.
رسائل للكاظمي
يشار إلى أن هجمات الكاتيوشا التي غالبا ما تستهدف المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية، بالإضافة إلى محاولة استهداف قواعد عسكرية تضم قوات أميركية، أو مصالح أميركية في البلاد، تكررت خلال الأشهر الماضية.
كما تصاعدت الهجمات الصاروخية بشكل مقلق بعدما توجه رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي لاستكمال مباحثات استراتيجية، وشكل هذا ضغطاً على إدارته التي وعدت بالسيطرة على الجماعات المسلحة الخارجة على سيطرة الدولة.
وغالبا ما تحمل واشنطن فصائل وميليشيات مسلحة مدعومة من إيران مسؤولية مثل تلك الهجمات.
وفي السياق، اعتبر السفير الأميركي ماثيو تولر في حوار خاص مع "العربية"، الخميس الماضي، أن تلك الهجمات ضد السفارة الأميركية وقوات التحالف الدولي تهدف إلى تقويض سيادة الحكومة العراقية، برئاسة الكاظمي.
كما أوضح أن السفارة الأميركية تناقش مع الحكومة هذه الهجمات من أجل ضمان توفير الحماية وردع مطلقيها.
يذكر أن تسمية "خلايا الكاتيوشا" غالباً ما تطلق على بعض الفصائل الموالية لإيران، والتي تتهم بإطلاق الصواريخ في العراق.
وكان الخبير الاستراتيجي الذي اغتيل قبل أشهر، هشام الهاشمي، أكد في مقابلة سابقة مع "العربية.نت" أنه في شهر حزيران/يونيو وحده استهدفت خلايا الكاتيوشا في بغداد المصالح العسكرية والدبلوماسية للتحالف الدولي والولايات المتحدة الأميركية 6 مرات، كالتالي يوم 8 حزيران و10، 13، 15، 18، 22 من نفس الشهر بـ 10 صواريخ كاتيوشا سقطت لكنها لم تطل أي هدف مباشر، أو تؤدِّ إلى خسائر بشرية أو مادية تذكر. وأكد في حينه أن إهمال ملاحقة تلك الخلايا سابقا ضاعف عددها.