وسط تراجع ملحوظ في شعبيته في حركة النهضة، وتصدره لإحصائيات أسوأ الشخصيات السياسية في تونس، رفض رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الخميس، طلب مئة قيادي بالتنحي وعدم الترشح للمرة الثالثة على التوالي لرئاسة الحركة، خلال المؤتمر القادم المزمع تنظيمه خلال السنة الجارية في تونس.
وقال في رسالة مطولة خص بها راديو "اي اف أم"، إن السياسيين والقادة يتم استبدالهم عبر الانتخابات لأنهم يخضعون حسب تعبيره لـ"عوامل التهرئة الناتجة عن الحكم"، متابعا "أما الزعماء فجلودهم خشنة".
كما اعتبر أن الزعماء في الأحزاب الديمقراطية استثناء لقدرتهم على الصمود في مواجهة عامل التهرئة، مستغربا المطالبة بتغييره، "في قمة العطاء والإشعاع داخل البلاد وخارجها"، بحسب تعبيره.
يستشهد بحزب الله
إلى ذلك، استشهد بعدد من الأشخاص الذين "تزعموا أحزابهم وهم شباب واستمروا في قيادتها وهم شيب، ومن بينهم حسن نصر الله، أمين عام حزب الله" المدعوم من إيران.
وندد بالطريقة التي أبلغه القياديون المئة بقرارهم، معتبراً "قدومهم بوفد مفاجئ ليلاً، لطلب التنحي شبيهاً بما يفعله عادة بعض الجنرالات العسكريين الذين يأتون فجراً إلى رؤساء الدول لتنحيتهم"، حسب تعبيره.
رسالة موقعة من 100 عضو في الحركة
أتى ذلك، بعد أن طالب عدد كبير من أعضاء النهضة، زعيم حركتهم بعدم الترشّح لرئاسة الحركة. ووجه حوالي 100 عضو من الحركة من بينهم أعضاء في المكتب التنفيذي ومجلس الشورى والكتلة البرلمانية إلى جانب بعض القيادات الجهوية، لائحة موقعة إلى الغنوشي، طالبوه فيها "بالإعلان عن عدم الترشّح لرئاسة الحركة"، مجددا.
كما أكد الموقعون على اللائحة أن إعلان الغنوشي عن عدم الترشح لرئاسة الحركة، سيؤكد احترام مقتضيات الفصل 31 من النظام الداخلي للحزب، وتكريس "مبدأ التداول القيادي وتوفير شروط نجاح المؤتمر القادم".
وينص الفصل 31 من النظام الداخلي لـ"النهضة"، على أنه "لا يحق لأي عضو أن يتولى رئاسة الحركة لأكثر من دورتين متتاليتين".
يذكر أن مجلس شورى النهضة، كان صادق بأغلبية أعضائه (145)، في يونيو الماضي، على عقد المؤتمر نهاية السنة، وسط رفض أعداد كبيرة من القيادات التاريخية في الحركة، بقاء الغنوشي لدورة جديدة، على خلفية أنه أنهى المدتين النيابيتين اللتين وفرهما له المؤتمر التاسع ولم يعد له الحق قانونا في الترشح، خاصة أنه ظل في منصبه لمدة تقارب نصف قرن.