يفصلنا خمسون يوماً عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومن المنتظر أن تشهد ارتفاعاً في لهجة المرشحين، الرئيس الجمهوري دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، فيما سبق الرئيس منافسه إلى الساحة، مخاطباً مؤيّديه ويجذب المترددين ويقول للأميركيين إنه الخيار الأفضل لهم لأربع سنوات مقبلة فيما جو بايدن "نعسان"، كما يصفه الرئيس الأميركي.
سيناريو 2016
مشكلة ترمب أنه يجد نفسه الآن في الموقع الانتخابي ذاته قبل 4 سنوات، فالولايات التي تميل إلى الديمقراطيين مثل بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن وأريزونا، ما زالت تميل إلى الديمقراطيين، مع أن الرئيس الأميركي كسبها في الجولة الماضية ضد هيلاري كلنتون، كما بذل جهوداً كبيرة خلال ولايته الحالية ليقدّم لهذه الولايات المزيد من فرص العمل ويعيد إليها الحيوية الاقتصادية.
وتشير آخر الاستطلاعات إلى أن بايدن يتقدّم في بنسلفانيا بنسبة 49% مقابل 46% للرئيس ترمب، وفي ميشيغان يتقدّم بايدن بنسبة 50% مقابل 43%، كما يتقدّم بايدن في ويسكونسن بنسبة 50% مقابل 43% للرئيس ترمب.
أما الولاية الوحيدة التي يتقدّم فيها الرئيس الأميركي بفارق ضئيل على منافسه الديمقراطي هي نورث كارولينا، بعدما أشارت التوقعات السابقة إلى أن بايدن يتقدّم فيها.
أمام هذه الأرقام، يعود الرئيس ترمب في العام 2020 إلى خطة "المرشح ترمب" في العام 2016، فيوم السبت ترك الرئيس الأميركي العاصمة متوجهاً إلى ولاية نيفادا وأقام مهرجاناً انتخابياً في مجمّع صناعي بمدينة هندرسون قرب لاس فيغاس وخاطب الآلاف ممن تجمّعوا في قاعة داخلية رغم منع سلطات الولاية تجمّع أكثر من 50 شخصاً.
الرئيس "المشاكس"
ولا تقتصر رسالة ترمب على مخاطبة العدد الكبير من الناخبين اللاتين والإسبان الذين يسكنون الولاية، وصوّتوا لصالح المرشحة كلنتون في العام 2016 أو الذين يميلون إلى المرشح الديمقراطي الحالي جو بايدن، بل يريد المرشح الرئيس أن يبدو "قوياً" و"مشاكساً" لطبقة من السياسيين الذين يريدون إحباطه وهو الذي جاء من خارج الأطر السياسية التقليدية، حتى إن الرئيس افتتح خطابه في نيفادا بالتحدّث عن ولاية ثالثة في البيت الأبيض، مشيراً إلى طواقم الصحافيين في الجهة الأخرى من القاعة، وقال إن الإعلام كاذب ويلفق الأخبار ضدّه، كما خصص ترمب قسماً كبيراً من خطابه لدعم رجال الشرطة، في حين يطالب الديمقراطيون بمعاقبة الشرطة وإدخال إصلاحات تمنع قتلهم للشباب البيض.
بايدن البطيء
في المقابل، يبدو أن المرشح الديمقراطي جو بايدن مرتاحاً للتقدّم الذي سجّله حتى الآن في السباق الرئاسي، وبقي ليومين بعيداً عن الأضواء فيما يجذب ترمب الانتباه والأضواء معاً.
وقد أعلنت حملة بايدن أنه سيتوجّه إلى ولاية فلوريدا يوم الثلاثاء وسيتحدّث بشكل خاص إلى الناخبين اللاتين والإسبان، فيما تحدّث مسؤولون في الحزب الديمقراطي عن خطأ في حملة بايدن حيث يبدو بطيئاً ومتأخراً في الحركة، وقال خوسي باررا إنه قلق "من كم نحن متأخرون العمل والآن يعملون على وضع الأمور في نصابها"، بحسب تصريح للواشنطن بوست.
أما في أريزونا، فيسجّل بايدن أيضاً تقدماً على ترمب، وتشير استطلاعات إلى أنه يحظى بنسبة تأييد 52 %، مقابل 42 % للرئيس الأميركي، فيما تشير استطلاعات أخرى إلى تقدّم بـ 3 % فقط، لكن المرشحين يعملان بطريقة مختلفة تماماً، ترمب كسب أريزونا في الدورة الماضية ويريد الاحتفاظ بهذه الولاية، كما يريد انتزاع نيفادا لذلك يزور هاتين الولايتين الآن ويجتمع ترمب يوم الاثنين في مدينة فينكس بـ "تحالف اللاتين المؤيدين لترمب".
إلا أن الديمقراطيين قلقون من أن بايدن لم يتحدّث بعد في خطاب كبير إلى الناخبين اللاتين والإسبان، فيما بعض الاستطلاعات يشير إلى أنه يحظى بتأييد في صفوفهم أقلّ من تأييدهم للمرشحة هيلاري كلنتون في الدورة الماضية.