على وقع التوتر المستمر في شرق البحر المتوسط بين تركيا من جهة، ودول أوروبا من جهة أخرى، لا سيما اليونان وقبرص، شدد وزير الخارجية القبرصي نيكوس كريستودوليديس خلال حديث لوسائل الإعلام عقب مشاورات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف على أن الوقت حان لتوقف أنقرة سلوكها الاستفزازي وتستأنف المفاوضات. وأضاف: "يجب استئناف الحوار في ظروف ملائمة تسفر عن نتائج بناءة".
في حين أعرب لافروف عن استعداد بلاده للمساعدة بالوساطة في أي محادثات مع تركيا بشأن التنقيب على موارد الطاقة في شرقي المتوسط.
وقال خلال اجتماع مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في نيقوسيا "بالنسبة لعلاقاتكم مع تركيا، نحن مستعدون لتشجيع الحوار المستند إلى المصالح المشتركة والسعي لقرارات عادلة وتستند إلى القانون الدولي".
كما أضاف في وقت لاحق خلال مؤتمر صحفي "تعتبر روسيا أي خطوات يمكن أن تؤدي إلى تصاعد التوتر (في شرق البحر المتوسط) غير مقبولة".
وكان الرئيس القبرصي ندد في تصريحات سابقة بـ"عدوانية" تركيا، داعيا في الوقت عينه إلى إجراء محادثات لحل خلاف بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز، محذرا من أن التوتر المتصاعد في المتوسط يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها. وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل يومين "هناك عدوانية، مع نية للسيطرة على المنطقة برمتها بالفعل. لذا نشهد توترا متزايدا والوضع الناجم متفجر جدا ويثير القلق".
ذروة التوتر
يشار إلى أن التوتر المستمر منذ عقود بين تركيا وقبرص المدعومة من اليونان، بلغ ذروته هذا العام بفعل خلافات على الحقوق التجارية في شرق
البحر المتوسط وهي منطقة يُعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
وتركيا واليونان، العضوان في حلف شمال الأطلسي، على خلاف بشأن امتداد الجرف القاري لكل منهما.
كما تتنازع تركيا مع قبرص أيضا على حقوق التنقيب عن الغاز الطبيعي في المنطقة البحرية حول الجزيرة.
وكان الاتحاد الأوروبي أكد سابقاً وقوفه إلى جانب قبرص واليونان، ملوحا بعقوبات ضد أنقرة في حال استمرت في تصعيد الخلافات والتوتر في المتوسط.