يبدو أن قضية تسميم زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني التي وقعت قبل أيام لن تمر مرور الكرام، فقد حضّ الاتحاد الأوروبي موسكو الخميس على التعاون في إطار تحقيق دولي بشأن الحادثة، ملوحا بإمكانية فرض عقوبات على موسكو.
وأفاد في بيان أن "الاتحاد الاوروبي يدعو روسيا إلى التعاون بشكل كامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لضمان إجراء تحقيق دولي محايد"، مضيفا أنه "يحتفظ بحق اتّخاذ إجراءات مناسبة تشمل تدابير مقيّدة".
في السياق أيضاً، تعقد هيئة صنع القرار الرئيسية في حلف شمال الأطلسي اجتماعا استثنائيا الجمعة لمناقشة قضية التسمم تلك.
وأعلن الحلف أن "مجلس شمال الأطلسي" سيجتمع بينما سيتحدث الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إلى وسائل الإعلام بعد الاجتماع. وأكد دبلوماسي أن الاجتماع سيناقش قضية نافالني.
كما سيقدم المسؤولون الألمان إيجازا لباقي أعضاء الحلف الـ29 بعدما أعلنت برلين عن "أدلة قاطعة" تشير إلى تعرّض المعارض البالغ 44 عاما للتسميم بغاز "نوفيتشوك" للأعصاب.
دليل ألماني قاطع!
وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت أن زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني قد سُمّم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك".
وأضافت أن الفحوص المخبرية، التي أجريت في مختبر عسكري، أظهرت "دليلا قاطعا" على وجود مشتقات من مجموعة "نوفيتشوك" لغازات الأعصاب.
فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن نافالني كان ضحية محاولة قتل، وأن هناك الآن "أسئلة جادة، وحدها الحكومة الروسية قادرة على الإجابة عنها ومطالبة بذلك".
بدورها، أدانت الحكومة الألمانية بشدة ما حدث لنافالني، وطلبت من الحكومة الروسية تفسيرا.
"رحلة جوية وشاي مسمم"
أما نافالني فقد نُقل جوا إلى برلين من أجل العلاج، وذلك بعد أن شعر بالإعياء خلال رحلة جوية في سيبيريا الشهر الماضي. ودخل في غيبوبة مستمرة حتى الآن.
فيما اعتبر فريقه أنه تعرض للتسمم بأوامر من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقد نفى الكرملين تلك الادعاءات.
هل تذكرون سكريبال؟
يشار إلى أن نوفيتشوك كان استخدم أيضاً بحق العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بلدة سالزبري الانكليزية قبل عامين.
ودفعت قضية سكريبال، وهي أول استخدام هجومي لأسلحة كيميائية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حلف شمال الأطلسي إلى طرد 7 دبلوماسيين روس كرد على العملية آنذاك.