ما زالت توابع عملية القبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان داخل فيلا في منطقة التجمع شرق القاهرة تتواصل، وتلقي بظلالها الكثيفة داخل الجماعة.
واحتدمت الصراعات بين قيادات الجماعة في تركيا وبريطانيا حول من سيخلف محمود عزت؟، كما بدأت الأسئلة تتوالى على قيادات الجماعة حول كيفية سقوط مخزن أسرار الجماعة في قبضة الأمن المصري وبحوزته ملفات التنظيم واستثماراته وخططه وتعاملاته؟ وهو ما قد يؤدي لضربات أمنية واستباقية له.
واتهمت قيادات الصف الثاني في الجماعة 3 من قيادات الجماعة التاريخيين وهم محمود حسين وإبراهيم منير ومحمود الإبياري بالمسؤولية الكاملة عن سقوط محمود عزت والقبض عليه، مؤكدين أنهم وبتواصلهم مع عزت عبر الوسائل الإلكترونية، قدموا خدمة جليلة للأمن المصري بالتوصل لمكانه ومن ثم القبض عليه، مشددين على أن القبض على عزت تم قبل فترة ولم تعلن السلطات المصرية ذلك إلا بعد انتزاعها كافة الاعترافات منه، حسب تعبيرها.
وفي حديث له عبر قناته على اليوتيوب، هاجم عصام تليمة القيادي الإخواني والمدير السابق لمكتب الداعية القطري المصري الأصل يوسف القرضاوي، قيادات الجماعة التاريخيين، واتهمهم بأنهم وراء القبض على عزت، واستصدار قرارات باسمه لخدمة مصالحهم وفرض سيطرتهم على التنظيم والجماعة، مؤكدا أن هناك اختراقات وخيانات في صفوف الجماعة أدت للكشف عن مكان اختباء محمود عزت والقبض عليه والقبض على آخرين كانوا على تواصل معه من داخل مصر.
"سلموا أحدهم للأمن المصري"
واستشهد مدير مكتب القرضاوي بعدة وقائع تؤكد صحة كلامه ومنها طلب القادة للدكتور محمد عبد الوهاب حمودة مسؤول جماعة الإخوان في قطر والخليج بالسفر إلى مصر، ومقابلة بعض القادة عقب ثورة يونيو من العام 2013 في الوقت الذي كان فيه كل القيادات يبحثون عن وسيلة للهرب للخارج، وفور وصول الرجل مصر ألقت السلطات القبض عليه، كما استشهد بتسريب القادة لاسم الدكتور محمد كمال مسؤول الجناح العسكري ما جعل الأمن يبحث عنه حتى تمت تصفيته في القاهرة، مضيفا أن هناك بعض العناصر المعروفة بعدم انتمائها للإخوان ومازالت داخل صفوف الجماعة وهناك شكوك حول دورها في التجسس على عناصر الجماعة.
وتساءل تليمة عن مصير المعلومات التي يمكن أن تحصل عليها أجهزة الأمن المصرية من محمود عزت، والبيانات التي تحويها أجهزة الحواسب الآلية والهواتف التي كانت بحوزته، والاتصالات التي كان يجريها، مؤكدا أنه تم القبض على عدد من العناصر والقادة من الجماعة في مصر وكانوا على تواصل كامل مع محمود عزت ويعرفون مكان اختبائه.
"استخدام هاتف عزت"
وأكد تليمة أن قيادات الجماعة وراء شق صفوف الإخوان، مؤكدا أن محمود حسين أمين عام الجماعة والمقيم في تركيا، وإبراهيم منير نائب المرشد العام للجماعة، ومعهم محمود الإبياري، رفضوا كافة المبادرات لاحتواء الخلافات وتوحيد الصف، ومنها مبادرة تحالف دعم الشرعية ومبادرة القرضاوي الذي فوجئ برسائل مسيئة له على هاتفه من الدكتور محمود عزت، وتبين فيما بعد أنها ليست من عزت بل من عناصر محسوبة على هذه القيادات، مضيفا أن هؤلاء القادة قاموا بحل مكتب الأزمة في الخارج وحل مجلس شورى تركيا المنتخب من أجل أن يبقى القرار في أيديهم فقط للسيطرة على أمور الجماعة التنظيمية والمالية والإدارية.
وتساءل تليمة، هل من المعقول في السابق أن يتم اللجوء للدكتور محمود عزت المختفي في قبو للحصول منه على قرارات مصيرية تخص جماعة الإخوان؟ مضيفا أن هؤلاء القيادات استخدموا اسمه لاستصدار القرارات التي يريدونها لصالحهم، وإبعاد من لا يرغبون في وجوده، وتحقق لهم ما أرادوا، وبسبب أخطائهم التقنية سقط الدكتور محمود عزت في قبضة الأمن، وسقطت معه كل أسرار الجماعة وكافة أمورها.
وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ألقت الجمعة الماضي القبض على محمود عزت، القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان.