أكثر من ستة ملايين صفحة من الوثائق التي تحوي أسرار الماضي العنيف في العراق، وخفايا حزب البعث وصدام حسين، حطت قبل أيام في العراق عائدة من رحلة دامت سنوات في أحد المراكز الأميركية، على متن طائرة شحن عسكرية أميركية.
ففي تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" كشف عن دور لرئيس الوزراء العراقي الحالي مصطفى الكاظمي بالتعاون مع الأكاديمي البارز كنعان مكية في تهريب تلك الوثائق التي تضمنت العديد من الأسرار والفظاعات، وأسماء أعضاء حزب البعث والمخبرين أيضا، من أجل حمايتها من التلف أو السرقات التي عمت شوارع العاصمة العراقية عام 2003.
فإبان الغزو الأميركي للعراق، توجهت العديد من الجماهير الغاضبة إلى مراكز للحزب في العاصمة العراقية بغداد، ومن تلك المراكز أو المعالم التي استهدفت النصب التذكاري لميشيل عفلق، مؤسس "البعث".
وعندما علم الناشط الحقوقي، ومؤرشف انتهاكات البعث، بتحرك الحشود الغاضبة نحو تمثال عفلق، خشي أن تستهدف آلاف الوثائق الموجودة في مركز قربه، فتوجه إلى المكان برفقة الكاظمي.
وهناك، عثرا، بحسب الصحيفة على أكوام من الوثائق الغامضة تحت مقر الحزب المجاور للنصب.
وخوفا من ضياعها، تم نقلها إلى منزل مكية، لكن الناشط الحقوقي تعرض لعدد من التهديدات، كما استُهدف منزله فاحترق العديد من تلك الوثائق، قبل أن يقرر مع صديقه الكاظمي نقل الوثائق إلى الولايات المتحدة عام 2005.
يشار إلى أن تلك الوثائق تتضمن معلومات تفصيلية عن أسماء أعضاء حزب البعث ومخبريه، فضلا عن العديد من سجلات العائلات العراقية التي اعتُقل أبناؤها إبان الحرب التي دامت ثماني سنوات مع إيران على خلفية الشكّ في ولائهم.
كما توثق للعديد من الانتهاكات التي حصلت خلال عهد صدام حسين، وما تركه حكمه من إرث موجع بالنسبة للعديد من العراقيين.
ويأمل الناشطون في العراق، أن تتاح تلك الوثائق لاحقا إلى الجمهور ليطلع عليها، في محاولة لتضميد جروح سنوات من القمع.
وفي السياق، قال مسؤول عراقي للصحيفة الأميركية: "نأمل أن نتمكن من وضع مؤسسة أو هيكل مناسب لعرض تلك الوثائق على الجمهور، خاصة الباحثين عن إرث النظام البعثي وما اقترفه"، كما أوضح أن السلطات العراقية تسعى من وراء تلك الوثائق إلى التعلم وليس الانتقام.