"ليبيا جارتنا في البحر".. عنوان كتاب أصدره رئيس أركان البحرية التركية السابق، يكشف الكثير من أسرار الاتفاق التركي الليبي خصوصا البحري وما يرمي إليه. ويعرض الكتاب أطماع تركيا في ليبيا وما بعدها.
"الطريق إلى غاز المتوسط يبدأ من ليبيا".. هذا ما كشفه الكتاب، الذي نشره مهندس اتفاقية الحدود البحرية مع ليبيا جهاد يايجي، الذي تم نقله بعد التوقيع على الاتفاق إلى رئاسة هيئة أركان الجيش.
وفي كتابه "ليبيا جارتنا في البحر" قال الجنرال يايجي إن تحرك تركيا لتوقيع اتفاق مع ليبيا كان هدفه وقف مخططات تقاسم ثروات المتوسط بين اليونان وقبرص ومصر، مشيرا إلى أنه نصح بالتعجيل بتوقيع الاتفاق مع ليبيا.
ومن ضمن ما ورد في الكتاب: "اتفاقنا مع ليبيا سيفسد السيناريو الذي وضعته اليونان وقبرص اليونانية لتقاسم منطقة شرق المتوسط".
وبينما كان الجيش الوطني الليبي يتحرك في نوفمبر الماضي نحو طرابلس، ووسط تراجع للميليشيات المسلّحة التي تدافع عن فايز السراج، تحرك أردوغان ليقايض طرابلس.. الدعم العسكري مقابل الإمضاء على الاتفاقية البحرية التي أعدت بسرعة ودُعي السراج للتوقيع عليها في إسطنبول.
وبحسب عضو مجلس النواب علي السعيدي، فإن "أردوغان اتجه لتحقيق أطماعه في غاز المتوسط إلى حكومة السراج الضعيفة، ووقع معها مذكرة تفاهم شرّعها البرلمان التركي ولم تعرض على البرلمان الليبي، واتجه أردوغان لدعم حكومة السراج بالمرتزقة والخبراء والعسكريين والسلاح ليحقق أهدافه من خلالها، وكذلك ليتحرك من منطلق الأمر الواقع".
خبراء في الطاقة قالوا إن تعطش تركيا للطاقة من أهم الأسباب التي تدفع بها إلى التدخل في ليبيا بحثاً عن نصيب من ثروات شرق المتوسط الغازية المكتشفة حديثاً، خصوصاً أنها تستورد نحو 99% من حاجتها من الغاز و94% من حاجتها من النفط.
وبحسب ما فهم من الجنرال التركي، مهندس الاتفاق البحري مع طرابلس، فإن تدخل أنقرة في ليبيا ورقة ضغط لإفساد مفاوضات توزيع ثروات المتوسط، فهي تستهدف اليونان وقبرص ومصر أكثر منها دعما لحكومة الوفاق.