بعد تراجع طفيف في حدة التوتر بين البلدين، تدهورت العلاقات مجدداً خلال الأيام الماضية، بين تركيا واليونان، لا سيما بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس.
وبدا المشهد، الثلاثاء، ذاهبا إلى مزيد من التأزم، على وقع استنفار عسكري يوناني.
فقد بدأت أثينا، فجر اليوم، مناورات عسكرية تشارك فيها قواتها البحرية والجوية في البحر الأبيض المتوسط جنوب شرق جزيرة كريت وجنوب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية بالقرب من المنطقة التي أرسلت إليها تركيا سفينة الأبحاث أوروتش رئيس، برفقة سفن حربية، لمسح البحر الأبيض المتوسط بحثاً عن احتياطيات الغاز والنفط.
بالتزامن، توجه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى اليونان وتركيا، الثلاثاء، في محاولة لتخفيف التوتر المتزايد بين الجارتين الحليفتين في الناتو، ولنزع فتيل الأزمة بشأن حقوق التنقيب في شرق البحر المتوسط.
في حين أكد وزير خارجية اليونان، جيوجوس جيرابيتيرتس، "ألا تفاوض مع الأتراك تحت أي ضغط عسكري"، مشيداً بوقوف فرنسا مع أثينا في مواجهة الأزمة مع تركيا.
نشر الفوضى
وكان أردوغان أعلن، أمس الاثنين، أن البحرية التركية لن تتراجع عن مواقعها في شرق البحر المتوسط، متهما اليونان بنشر الفوضى. وأضاف في أعقاب اجتماع لمجلس الوزراء "الذين يلقون باليونان أمام البحرية التركية لن يقفوا وراءهم".
كما اعتبر أنه ليس لأثينا الحق في بث إرشادات ملاحية تُعرف باسم نافتكس في المناطق التي تطالب بها أنقرة. وقال "اليونان أعلنت إرشادات ملاحية خاصة بها بشكل غير قانوني وبأسلوب فج. بهذا الموقف تنشر اليونان فوضى لن تستطيع الإفلات منها".
حرب كلامية متصاعدة
يذكر أن الدولتين أرسلتا فرقاطات، وسط حرب كلامية متصاعدة بسبب مطالب متعارضة بالأحقية في موارد الطاقة.
ومددت تركيا مهمة التنقيب التي تقوم بها سفينة المسح عروج ريس في منطقة متنازع عليها بشرق البحر المتوسط حتى 27 أغسطس لتؤجج بذلك التوتر في المنطقة.
وكانت أثينا وصفت عملية المسح تلك بأنها غير قانونية. وقال ستيليوس بيتساس المتحدث باسم الحكومة اليونانية للصحافيين، الاثنين، إن اليونان أصدرت إرشادات ملاحية تنتهي أيضا في 27 أغسطس.
كما أكد أن بلاده "سترد بهدوء مع استعداد على الصعيدين الدبلوماسي والعملي. وستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن حقوقها السيادية".
وتدور خلافات شديدة بين تركيا واليونان، العضوين في حلف شمال الأطلسي، بشأن السيادة على موارد النفط والغاز في المنطقة بناء على وجهات نظر متضاربة إزاء امتداد الجرف القاري لكل من الدولتين في المياه التي تنتشر فيها جزر معظمها يونانية.
بالإضافة إلى التوتر بين البلدين، تشهد العلاقات بين أنقرة، ودول الاتحاد الأوروبي لا سيما فرنسا توتراً متصاعدا، على خلفيات التحركات التركية في المتوسط.