وأوضحت صحيفة " الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( إلى أين تتجه التدفقات النقدية؟ ) : في نيسان (أبريل) الماضي كانت المخاوف هائلة جدا من الأوضاع الاقتصادية، التي كانت قابعة تحت تهديد عدم التيقن، خاصة مع تفاقم أزمة انتشار مرض كوفيد - 19، وانهيار أسعار النفط، فقد أكدت تقارير وبيانات أخيرا، ومن شركات تتبع التدفقات النقدية العالمية، أن المستثمرين سحبوا أكثر من 54 مليارا في شهر واحد من صناديق أسهم الأسواق الناشئة، وعزيت هذه الموجة إلى التأثير البالغ لهبوط أسعار النفط في معنويات المستثمرين. وأضافت : واستمرت تلك المخاوف والظلال الكئيبة، التي خلفها انتشار المرض في العالم في المؤشرات الاقتصادية العالمية كافة، وكان الأمل في عودة الأمور إلى مسارها الصحيح يعتمد أساسا على تراجع شبح المرض وعودة القوى الشرائية إلى مستوياتها قبل الأزمة، وكان هذا رهنا لاكتشاف لقاح للفيروس. وبينما كان العالم في سباق محموم لاكتشاف اللقاح المنشود، كان المستثمرون يتسابقون على شراء الملاذ الآمن، فارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية لم يشهدها التاريخ من قبل، وتجاوز سعر الأونصة الواحدة ألفي دولار، وفي غضون ذلك، جذبت السندات عالية التصنيف 14.7 مليار دولار، وبلغت المشتريات من السندات ملياري دولار في الساعة، بحسب بنك أوف أمريكا. وتابعت : وهذا التذبذب الحاد الذي شهدته أسعار الذهب في أقل من أسبوع، والهروب الكبير نحو السندات عالية التصنيف، يعطي صورة واضحة بشأن القلق والتذبذب والغموض الذي لف الأسواق من كل صوب، لكن يبدو أن الأمور بدأت في الانفراج مع إعلان الدول الكبرى قرب إنتاج اللقاحات المنتظرة، وإعلان روسيا، خصوصا، البدء بالتطعيمات. هذه الأنباء أعادت إلى الأسواق قدرتها على التنفس، ما رفع من شهية المستثمرين للمخاطر بعدما كانت شبه معدومة، لكن يبدو أن هذه الرغبة في المخاطر، تحولت إلى سباق، فقد أشارت التقارير إلى أن المستثمرين العالميين يراهنون اليوم على ارتفاع الأسواق، وذلك من خلال اندفاعهم في أسبوع واحد إلى سحب نحو 20 مليار دولار من صناديق النقد وضخها في كل الأصول تقريبا، حيث تم ضخ 13.6 مليار دولار في السندات، وثمانية مليارات دولار أخرى في أسواق الأسهم. وأكدت : هذه التقارير تحمل في طياتها الاتجاهات المقبلة للتدفقات النقدية، وقرارات تخصيص النقد والأصول في الصناديق، وهي تقدم معلومات عن اتجاهات الأداء المستقبلي للأسهم في مقابل السندات. كما أنها تقدم مقارنة بشأن حجم التدفقات عبر المناطق المختلفة في العالم، فنجد أن تقرير بنك أوف أمريكا يؤكد أن نشاط بناء المنازل في الولايات المتحدة والتكنولوجيا الصينية، كانا المحرك القوي لهذه التدفقات الخارجة والنزعة لقبول المخاطر، فتحرك السيولة في العالم هو النبض الذي يمنح الأسواق الحياة، والتدفقات النقدية المتسارعة تعطي مؤشرات على الانعطاف، ومن خلالها يمكن التنبؤ بمآلات الاستثمار. // يتبع // 06:02ت م 0007