وأكدت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( المياه .. الأخطار محدقة ) : تشكل أزمة المياه منذ عقود، معضلة عالمية متجددة، ورغم كل المحاولات الدولية الرامية إلى الحد من آثارها، ومعالجتها بصورة استراتيجية، إلا أنها ظلت سائدة على الساحة، بل متفاقمة أيضا. حتى إن هناك جهات دولية طرحت في السابق ولا تزال إمكانية أن تتحول هذه الأزمة إلى شرارة حروب هنا وهناك. ومع تفشي وباء كورونا المستجد، وفي ظل تداعيات هذا الوباء على كل مناحي الحياة، زادت أزمة المياه تعقيدا، لماذا؟ لأن الجهات الدولية المختصة، أقرت نهائيا، بأن غسل اليدين غسلا تاما ومتكررا، هو من أنجع الإجراءات للحد من هذا الوباء القاتل. حتى إنه أكثر أهمية لتفادي الإصابة بالفيروس المشار إليه، من مواد التعقيم الشخصية، فالماء والصابون العادي هما المادتان الأكثر أهمية في هذا المجال لمواجهة تلك الجائحة. وأضافت : يواجه اثنان من بين كل خمسة أشخاص في أنحاء العالم نقصا حادا في المياه، وهذه النتيجة التي توصلت إليها مجموعة المياه التابعة للأمم المتحدة ليست جديدة، ولكنها تتسم بالخطورة يوما بعد يوم. وهذا يعني ببساطة، أن ثلاثة مليارات شخص، لا يحظون في منازلهم بماء جار أو حتى صابون عادي! ووفق المنظمة الدولية، فإن أربعة مليارات شخص يعانون ندرة شديدة في المياه لمدة شهر تقريبا في كل عام! وعلى سبيل المثال، في المنطقة العربية، هنا مشكلتان متصاعدتان بشأن المياه، ترتبط بتحرك تركيا "الأردوغانية" بإنشاء سدود عملاقة بصورة تنعكس بشكل خطير على إمدادات المياه في كل من سورية والعراق، فضلا عن سد النهضة الإثيوبي الذي لم يتم الاتفاق حوله بين الأطراف المعنية حتى اليوم. وبينت : بالطبع هناك معوقات كثيرة في سبيل الوصول إلى حلول دولية لأزمة المياه العالمية، في مقدمتها شح الإنفاق المالي في هذا الميدان المصيري. فالعالم يحتاج إلى 6.7 تريليون دولار على مرافق توفير المياه بحلول عام 2030، والمصيبة أن الإنفاق المطلوب يصل إلى 22.6 تريليون دولار حتى عام 2050. وهذه الأموال لا ترتبط فقط بتوفير المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، بل تشمل أيضا مشكلات الصرف الصحي العاجلة. وهذه وحدها مصيبة قديمة متجددة، لأنها تترك آثارا قاتلة في حياة الناس، إذا لم تكن هناك منظومة بمعايير عالية الجودة في هذا المجال. علما بأن التعاون الدولي في هذا المجال لم يصل في أي مرحلة من المراحل إلى مستوى المصيبة المتفاقمة هذه، ولم ينجح في وضع استراتيجية متكاملة. والمياه لا تنحصر في الشرب والتنظيف فقط، بل تشمل بصورة أساسية أيضا قطاع الري الذي يواجه كثيرا من المشكلات والعقبات حتى في دول تتمتع بقدرات زراعية وبيئية طبيعية، بل مثالية. // انتهى //06:04ت م 0007