ازدادت وتيرة الاغتيالات بشكلٍ ملحوظ في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لا سيما تلك التي استهدفت العشائر العربية، ما قد يؤثر سلباً على العلاقة بينها وبين قادة تلك القوات المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش".
وعبّر مسؤول في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن عن "قلقه الشديد" من الاغتيالات الأخيرة التي راح ضحيتها شيوخ عشائر عربية ومسؤولون أمنيون قُتِلوا برصاص مجهولين في ريف محافظة دير الزور السورية.
في حين اتهم "مجلس سوريا الديمقراطية"، المعروف اختصاراً بـ"مسد"، الذي يمثل المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، النظام السوري وتركيا و"داعش" بالوقوف خلفها.
وقال الكولونيل مايلز كاغينز، المتحدّث الرسمي باسم التحالف الدولي لـ"العربية.نت" إن "التنظيم المتطرف ينتظر الفرصة المواتية لشنّ ضربات إرهابية خاصة حين يرى أي اختلافات بين المجموعات المحلّية المتحالفة".
كما أضاف أن "التحالف يراقب عن قرب ما يحصل من تفجيرات واغتيالات في مناطق بريف دير الزور ونتواصل بشكل دائم مع قوات سوريا الديمقراطية، وعلينا أن نكون قادرين على ملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم داعش، لذلك على الجميع أن يعمل سوياً". وتابع أن "السكان المحليين في دير الزور وعموم شمال شرق سوريا عملوا معاً لمحاربة التنظيم، لذلك نتابع ونهتم بما يحصل في تلك المنطقة ولا نريد أن يعود عناصر داعش إليها".
اجتماع مع العشائر
إلى ذلك، شدد على أن "ممثلين عن واشنطن والتحالف الدولي اجتمعوا هذا الأسبوع مع قادة عشائر عربية والقوات الأمنية في ريف دير الزور لمعرفة ما يجري على الأرض بشكلٍ دقيق"، لافتاً إلى أن "التحالف يلتزم بضرورة استقرار المنطقة واحترام التضحيات التي قدّمها أبناؤها".
وأشار إلى أن "سكان هذه المنطقة يستحقون مستقبلاً أفضل بعد كل معاناتهم مع تنظيم داعش، ولهذا نعمل يداً بيد لتحقيق السلام وتوفير الأمن فيها، وهو أمرٌ لن يتم دون وجود ثقة بين السكان المحليين والقوات المسلّحة التي سيستمر الدعم الدولي لها" في إشارة إلى "قسد".
ورغم توجيه أصابع الاتهام لعدّة أطراف تقف وراء الاغتيالات بريف دير الزور، إلا أن المتحدث باسم التحالف لم يستبعد وقوف خلايا داعشية خلفها.
وقال في هذا الصدد إن "قوات سوريا الديمقراطية نجحت في ملاحقة خلايا نائمة للتنظيم، وتم قتل بعض عناصرها واعتقال بعضها الآخر وإبعاد خطرهم عن التجمعات السكانية، وشارك في تلك العمليات مجموعات من العشائر العربية في المنطقة بمساعدة من التحالف الذي يدعم كل مكوناتها".
كما أضاف أن "قوة مقاتلي داعش باتت أقل بكثير من السابق وقدرتهم على التحرّك والتمرّد في أدنى مستوياتها، ورغم ذلك للأسف يبقى لدى بعض خلاياه القدرة على القيام ببعض الاغتيالات والتفجيرات والاختطاف وابتزاز رجال الأعمال بهدف الحصول على المال".
وقبل أيام، قُتلت 3 شخصيات من العشائر العربية في ريف مدينة دير الزور في عملياتٍ باتت تتكرر في تلك المنطقة واستهدف آخرها الشيخ امطشر جدعان الهفل من قبيلة "العقيدات".
وتحظى مناطق دير الزور والحسكة وغيرها من البلدات الواقعة شمال شرقي سوريا والتي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بأهميةٍ كبيرة، لوقوع معظم حقول النفط السورية فيها. كما أنها تمثل خزان سوريا الغذائي، لكونها مناطق زراعية أيضاً.