يحلم أتالانتا الإيطالي بضربة بداية جديدة وناجحة لمواصلة مشوار المجد في مسيرته ببطولة دوري أبطال أوروبا التي يخوضها للمرة الأولى في تاريخه، وذلك عندما يلاقي باريس سان جيرمان يوم الثلاثاء في ربع نهائي البطولة.
وتقام فعاليات الأدوار النهائية بداية من دور الثمانية وحتى المباراة النهائية على شكل بطولة مجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية والاحترازية المطبقة للحد من تفشي الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وكان أتالانتا ضمن التأهل لدور الثمانية قبل فترة التوقف الطويلة وذلك على حساب فالنسيا الإسباني كما حسم باريس سان جيرمان بطاقة التأهل قبل فترة التوقف على حساب بوروسيا دورتموند الألماني.
ويتطلع أتالانتا لمواصلة الحلم في البطولة الأوروبية التي يشارك فيها للمرة الأولى، وقد يكون التغيير الفريد، الذي طرأ على نظام الأدوار النهائية بسبب أزمة "كورونا" دافعا أكبر لأتالانتا، لاسيما وأن مواجهات كل من دور الثمانية والمربع الذهبي ستقام من مباراة واحدة وليس بنظام الذهاب والإياب كما كان الحال في باقي مواسم المسابقة.
وخسر أتالانتا أول ثلاث مباريات له في دور المجموعات بالمسابقة، ولكنه استعاد اتزانه سريعا وشق طريقه إلى الأدوار الإقصائية واجتاز عقبة دورتموند في دور الستة عشر قبل أن تتوقف فعاليات كرة القدم في معظم مناطق العالم بسبب أزمة "كورونا" التي ضربت مدينة بيرغامو معقل فريق أتالانتا بشكل هائل.
وأثارت مشاهد الآلاف من حالات الوفاة وصور سيارات الجيش التي تحمل نعوش المتوفين في هذه المنطقة حالة هائلة من الأسى والتعاطف في كل أنحاء العالم، وتردد أن مباراة الذهاب بين أتالانتا وفالنسيا في أواخر فبراير الماضي بميلانو، والتي حضرها 40 ألف مشجع ، ساهمت في تفشي الإصابات بالفيروس في شمال إيطاليا وكذلك في إسبانيا.
وفاز أتالانتا في هذه المباراة 4 - 1 ثم تغلب على فالنسيا 4 - 3 في عقر داره ليتأهل بالفوز في مجموع المباراتين 8 - 4 ، وأطلق لقب "المباراة صفر" على مباراة الذهاب بين الفريقين في ميلان.
وصرح السويسري الدولي ريمو فرولر لاعب أتالانتا إلى صحيفة "ليكو دي بيرغامو" الإيطالية قائلا: نلعب في بيرغامو ولها، وهو ما يعطينا قوة إضافية، هذه المنطقة عانت كثيرا، نعلم هذا جيدا في الفريق. ولهذا ، يمثل ذلك دافعا إضافيا لنا عندما ننزل لأرض الملعب. حدث هذا في الدوري الإيطالي، وسيحدث في لشبونة.
وأنهى أتالانتا الموسم المحلي في المركز الثالث بالدوري الإيطالي، ليكون الموسم الثاني على التوالي الذي يحتل فيه هذا المركز، وخلال مسيرته بالموسم المنقضي حقق رقما قياسيا للنادي بحصد 78 نقطة في المسابقة للمرة الأولى في تاريخه كما سجل هجومه الخطير 98 هدفا بفارق 22 هدفا أكثر من يوفنتوس الذي توج بلقب البطولة.
ومع خروج يوفنتوس ونابولي من دور الستة عشر لدوري الأبطال الأوروبي، أصبح أتالانتا الممثل الوحيد لكرة القدم الإيطالية في دور الثمانية للبطولة الأوروبية هذا الموسم.
ويفتقد أتالانتا في مباراة الثلاثاء جهود حارس مرماه بيرلويجي غوليني، وكذلك اللاعب جوسيب إلشيتش الذي سجل الأهداف الأربعة في مباراة الإياب أمام فالنسيا بدور الستة عشر إذ يغيب لأسباب شخصية، ولكن صفوف الفريق تضم العديد من اللاعبين المميزين مثل دوفان زاباتا ولويس مورييل لاعبي منتخب كولومبيا اللذين سجل كل منهما 18 هدفا في الدوري الإيطالي خلال الموسم المنقضي.
وفي المقابل، لم يقدم البرازيلي نيمار مهاجم سان جيرمان وزملاؤه الأداء المقنع في المباراتين النهائيتين لكأس فرنسا وكأس الرابطة الفرنسية كما تحوم الشكوك بقوة حول قدرة المهاجم الفرنسي الدولي كيليان مبابي في اللحاق بصفوف سان جيرمان في المباراة على الأقل نظرا لإصابته التي تعرض لها خلال نهائي كأس فرنسا.
وقال جامبييرو غاسبريني المدير الفني لأتالانتا: سان جيرمان فريق موهوب للغاية، ومن بين المرشحين للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. الكثير يتوقف على مبابي، سواء لعب أو لم يلعب. ولكننا نمتلك الفرصة، نشعر بالسعادة لأننا سنواجه سان جيرمان. التواجد في دور الثمانية إنجاز مدهش.