ابدأ القول أنه ليس من الضروري أن يستشار امام مسجد أو يستشار داعيه أو مجتهد قد يكون اجتهاده في غير محله حتى نقنع أو نقتنع بصواب الأمر من خطأه وليس من الحكمة السعي والقول بما يردده الآخرين ونشر ذلك حماسةً بين الناس .
قد نص الأمر الملكي الكريم على ( وبناءً على استشارتنا لعدد كبير من علمائنا الأفاضل ، سواء من هيئة كبار العلماء أو خارجها الذين أجازوا شرعاً مشاركة المرأة عضواً في مجلس الشورى ، على هدي أحكام الشريعة الإسلامية ، التي لا نحيد عنها قيد أنملة ، والتي تأسس عليها - بحمد الله - كيان هذا الوطن على يد موحده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه.
وبناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة.)
انتهى .
وقد ثبت من هديه صلى الله عليه وسلّم أنّه استشار أم سلمة رضي الله تعالى عنها ، وقد كانت راجحة العقل نافذة البصر ففي الجامع الصحيح للإمام البخاري برقم (1566) من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه في قصة الحديبية وفيها: قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه :" قوموا فانحروا ثم احلقوا "، قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة رضي الله عنها فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك ؟ اخرج لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحَرَ بُدْنَك وتدعو حالِقَك فيحلِقَك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً" .
وقد أوضح الحسن البصري ما يؤخذ من هذه الواقعة، من شرعية استشارة النساء، فقال: إنْ كان رسول الله لفي غنى عن مشورة أم سلمة، ولكنه أحب أن يقتدي الناس في ذلك، وأن لا يشعر الرجل بأي معرّة في مشاورة النساء.