خرج مئات من الليبيين، الجمعة، في العاصمة طرابلس ومدينة الزاوية، احتجاجا على تردي أوضاعهم المعيشية وتدني الخدمات العامة، وألقوا باللائمة في ذلك على حكومة الوفاق والفساد المتفشي داخلها.
وتجمع المتظاهرون في ميدان الجزائر الواقع وسط العاصمة طرابلس للتنديد بتوّقف الخدمات العامة للناس خاصة أزمة الكهرباء وتأخر الرواتب إلى جانب الانفلات الأمني بسبب انتشار المرتزقة، وهتفوا بشعارات هاجموا فيها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وانتقدوا من خلالها لا مبالاة المسؤولين بأوضاعهم وتأخرهم في إيجاد الحلول، وأخرى تطالبهم بالرحيل، مثل " لا نواب ولا رئاسي.. الشعب الليبي ولّى يساسي (أصبح يتسوّل)"، و"الشعب يبّي (يريد) دولة".
احتقان في الزاوية
وغير بعيد عن العاصمة طرابلس، شهدت مدينة الزاوية حالة احتقان، بعدما أغلق محتجون طرقا وأضرموا النار في إطارات، تنديدا بتفقيرهم وتجويعهم وللمطالبة بحقهم في الحصول على المرافق الضرورية وبتغيير المجلس البلدي بالمدينة.
وتعكس هذه المظاهرات مدى تفاقم الأوضاع المعيشية والإقتصادية في هذا البلد الغنيّ بالنفط، أين يحمّل كثير من الليبين حكومة الوفاق مسؤولية تدهور أوضاعهم المعيشية وتردي مستوى حياتهم اليومية وتفاقم الفساد، بسبب انشغالها بالدفاع عن بقائها وتحكم المليشيات المسلحة بمفاصلها وسيطرتها على مؤسسات الدولة.
وتعيش مدن غرب ليبيا أزمة خانقة بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وضعف التزود بالمياه إضافة إلى تأخر الرواتب، فضلاً عن انتشار القمامة في شوارع العاصمة، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، ما جعل الناس يجدون صعوبة متزايدة في توفير حاجياتهم الضرورية في حياتهم اليومية.
انشقاقات داخل الوفاق
ويأتي ذلك، بالتزامن مع خلافات تفجرّت داخل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الذي يعيش على وقع تصدّع وانشقاقات بعد انقسامه إلى جبهتين، واحدة يمثلها رئيس المجلس الرئاسي فايز السرّاج المدعوم من العضوين محمد العماري وأحمد حمزة وأخرى يقوده نائبه أحمد معيتيق المدعوم من العضو بالمجلس عبد السلام كاجمان، ودخولهما في معركة حول الصلاحيات والسلطة وصراع حول التفرّد بالقرار.