وهل من الضروري مغادرة المدينة باتّجاه مناطق أخرى بسبب الانفجار وانبعاثاته الكيميائية؟
وضع الكمامات
مديرة مركز حماية الطبيعة وأستاذة مادة الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتورة نجاة صليبا، أكدت لـ"العربية.نت" أن "نتائج الفحوصات الأوليّة التي أجريناها في مختبر الجامعة الأميركية أظهرت أن لا آثار خطيرة لانبعاثات الانفجار، لذلك نُطمئن أهالي بيروت بأن لا حاجة لإخلاء منازلهم والاكتفاء بوضع كمّامات أثناء خروجهم وعدم التوجّه إلى مكان الانفجار".
خليج مفتوح للهواء
وأضافت: "صحيح أن الدخان الكثيف غطّى سماء مدينة بيروت بسبب قوّة الانفجار، غير أن الطبيعة الجغرافية للمدينة والتي تشبه الخليج المفتوح للهواء، أدت إلى أن جزيئات الانفجار تبعثرت في الهواء".
وأظهرت الفيديوهات والصور التي تم التقاطها للحظة الانفجار، تصاعد سحابة بيضاء ناتجة عن اشتعال النيران في المخزن، ثم ما لبث أن تصاعد الدخان أو الضباب الأحمر وهو "أكسيد النيتروجين" الذي ينتج في الغالب عن اشتعال الأمونيوم.
دخان أحمر.. وغموض
وأوضحت الدكتورة صليبا "أن الدخان الأحمر سببه انفجار مادة نيترات الأمونيوم، لكن رغم أن نتائج التحليلات الأوّلية تشير إلى أن لا خطورة على حياة سكان مدينة بيروت، غير أننا ننتظر لنعرف ما هي المواد التي تفاعلت معها لتحديد حجم المشكلة".
وأدى الانفجار إلى تشكّل غيمة تشبه الفطر في مقابل موجة كبيرة في البحر، وهو ما يطرح تساؤلات عن زيادة معدل التلوّث في البحر وتأثيره على الثروة السمكية.
وفي سياق متصل، قالت الدكتورة صليبا "إن آثار الانفجار حتى الآن محدودة بانتظار نتائج التحليلات التي أخذناها من البحر، لكن المؤكد أن الثروة السمكية في مكان الانفجار تضررت بشكل كبير".
ونيترات الأمونيوم (Ammonium Nitrate) التي انفجرت في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، هي مادة كيميائية متاحة تجاريا على شكل مادة صلبة بلورية عديمة اللون، تُستخدم في عدة أغراض، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة الأميركية، والمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.
والصيغة الجزيئية لنيترات الأمونيوم هي NH4NO3، وهي قابلة للذوبان في الماء، ولا تحترق بسهولة، ولكنها تحترق بشكل أسهل إذا كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال. وعند احتراقها، فإن مادة نيترات الأمونيوم تنتج أكسيد النيتروجين السام.
وتُستخدم نيترات الأمونيوم في صنع الأسمدة والمتفجرات، وإنتاج المضادات الحيوية والخميرة، وتدخل أيضا في صناعة أعواد الثقاب والألعاب النارية.