عقد رئيس وزراء لبنان السابق، سعد الحريري، الأربعاء، اجتماعاً افتراضياً لكتلة المستقبل النيابية والمكتب السياسي والمجلس التنفيذي لتيار المستقبل. وقال الحريري إنهم "قتلوا قلب بيروت من جديد".
وصدر عن مكتب الحريري بياناً أكد "أن نكبة كبيرة حلت ببيروت وأهلها وسكانها، وحصدت مئات الأرواح من مواطنين ومواطنات، لا ذنب لهم سوى الإقامة والعمل والبحث عن لقمة العيش في عاصمتهم".
وقال "إن أي دعوة للتضامن مع بيروت واستنفار قوانا الأهلية والحزبية والتنظيمية وتفعيل العلاقات العربية والدولية لنجدتها ، هي من باب تحصيل الحاصل، ومسؤولية علينا وعلى الدولة بجميع رؤسائها ومؤسساتها وبكل إمكاناتها المادية والمعنوية".
وقال محافظ بيروت، مروان عبود، إن حجم الأضرار بسبب انفجار بيروت يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، وفقاً لما نقلته المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال، موضحاً أن 300 ألف لبناني أصبحوا بلا مأوى بعد الانفجار.
وأضاف البيان: "الإعصار ضرب بيوتنا وأهلنا ومحلاتنا ومرافقنا، ولن يكون هناك شيء في الدنيا يمكن أن يغطي على الجريمة المروعة والمسؤولين عن ارتكابها أو يعوض دماء الشهداء والجرحى والمفقودين".
وتابع: "إن تيار المستقبل، كتلة نيابية ومكتباً سياسياً ومجلساً تنفيذياً، لن يكتفي بالنحيب على أطلال بيروت، ويعتبر الكارثة التي حلت، بحجم حرب تدميرية أين منها كل الحروب الأهلية والحروب الإسرائيلية على لبنان، وأخطر ما في هذه الحرب، أن يكون هناك قرار باغتيال بيروت لا يقل مأساوية وهولاً ووجعاً عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، رفيق الحريري ورفاقه، التي سيصدر حكم المحكمة الدولية بشأنها بعد يومين".
وواصل البيان: "هناك شكوك خطيرة تحيط بالانفجار وتوقيته وظروفه وموقعه وكيفية حصوله والمواد الملتهبة التي تسببت فيه. ولن يكون في الإمكان حسم الشكوك بإجراءات أمنية وقضائية عادية، ولن يكفي المواطنين الذين نكبوا بأرواحهم وأرزاقهم وكراماتهم، نداءات الاستغاثة، مع التقدير لكل من بادر للمساعدة من الأشقاء والأصدقاء".
وجاء في البيان: "لقد قتلوا قلب بيروت من جديد. قتلوا أهلها وسكانها وأبنيتها ومرفأها وأسواقها ومستشفياتها وكنائسها ومساجدها وفنادقها ومدارسها وخطفوا روحها ودورها ليسكن فيها الخراب والدم والهواء الأصفر. إننا نطالب الدولة، بكل مؤسساتها ورئاساتها ومكوناتها، بتحقيق قضائي وأمني شفاف لا يخضع للمساومة والإنكار والهروب من الحقيقة والالتفاف عليها مهما بلغت حدود المسؤوليات فيه".
وأوضح البيان أنه"كي يصل اللبنانيون إلى تحقيق شفاف على هذا المستوى، لا بد من طلب مشاركة دولية وخبراء دوليين ولجان متخصصة قادرة على كشف الحقيقة وتحقيق العدالة لبيروت وأهلها".
وعلق: "هذه لحظة لا تحتمل الكلام المنمق والتهرب من تحديد أسباب الجريمة الحقيقية عبر دعوات التضامن وتوحيد الجهود لرفع الركام ومساعدة المتضررين وتلفيق التقارير والشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي. ما من شيء سيلملم جراح الناس ووجعهم وضحاياهم، ويعيد لهم أرزاقهم بين ليلة وضحاها".
وتحدث البيان باسم العاصمة اللبنانية: "بيروت تريد أن تعرف كيف تم تدميرها، ومن المسؤول المباشر عن تخزين مواد شديدة الانفجار في قلبها، وما الداعي لوجود مثل هذه المواد منذ سنوات في أحد هنغارات المرفأ ومن أتي بها إلى لبنان ومن سمح بحجزها وكيف سكتت الأجهزة الأمنية المتواجدة في مرفأ بيروت عن وجود هذه المواد الخطيرة".
وذكر البيان أن "بيروت تسأل وتصرخ في وجه كافة المسؤولين في السلطات السياسية والأمنية والقضائية، أشلاء الأحياء أمام عيونكم في المرفاً والكرنتينا والوسط والأشرفية والصيفي والمدور والقنطاري وعين المريسة والمصيطبة والبسطة والخندق الغميق والباشورة والمزرعة وطريق الجديدة ورأس النبع والروشة ورأس بيروت وبرج حمود والجديدة وجل الديب وصولاً إلى ضبية وجونية".
واختتم البيان: "بيروت ستحاسبكم ولن تسكت. لبنان سيحاسبكم ولن يسكت بعد اليوم".