لا تزال قضية الطائرة الأوكرانية، التي أسقطتها صواريخ الحرس الثوري الإيراني في الثامن من يناير/كانون الثاني الماضي فوق طهران، ما أسفر عن مقتل 176 راكباً، تتفاعل حتى اليوم.
فقد عادت طهران إلى تهديداتها مجدداً، حيث يتعرض أهالي ضحايا الطائرة في كندا لتهديدات كثيرة من قبل النظام الإيراني، إضافة إلى منعهم من استخدام مواقع التواصل لنشر أي معلومات وتهديدهم بأقاربهم وذويهم الموجودين داخل إيران، وفق مصادر "العربية".
كما وصلت التهديدات، بحسب المصادر، إلى إجبار بعضهم على تغيير عنوانهم السكني، ومنهم من غيّر رقم هاتفه حتى.
وخلال الاتصالات التي تلقاها أهالي الضحايا من المحققين، طلب منهم أن يعودوا إلى إيران بحجة مناقشة موضوع التعويضات، لكن الأسر تعلم أن هذا فخ، وفق المصادر.
تهديدات سابقة
يشار إلى أنه في مارس/آذار الماضي، كشف زوج امرأة قُتلت على متن الطائرة الأوكرانية أن وزارة الاستخبارات الإيرانية استدعت عائلات الضحايا وهددتهم لمنعهم من التحدث عن القضية.
وكتب جواد سليماني على صفحته في موقع "إنستغرام" أن "عملاء استخبارات النظام الإيراني هددوا أقارب الضحايا بأنهم، إذا لم يصمتوا ويكفوا عن التحدث عن المأساة، يجب أن يتحملوا عواقب ذلك".
وفد إيراني إلى أوكرانيا
يذكر أن وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، كان صرح في مؤتمر صحافي مساء الثلاثاء، أن "وفداً إيرانياً سيتوجه إلى أوكرانيا يومي الأربعاء والخميس لمناقشة تعويضات إسقاط الحرس الثوري طائرة الرکاب في يناير الماضي".
وتتمسك كييف بضرورة دفع التعويضات من قبل إيران، لا سيما بعد أن أظهر تحليل الصندوقين الأسودين في باريس قبل أيام حصول تدخل غريب.
كندا: لا نثق بالإيرانيين
إلى ذلك أعلن وزير النقل الكندي، مارك غارون، الأسبوع الماضي، أن بلاده "لا تثق بالإيرانيين، ولن تسمح لهم بتضليل التحقيق حول إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها العديد من مواطني كندا".
وقال وزير الخارجية الكندي، فرانسوا فيليب شامبين، إن تقرير إيران بشأن هذه القضية "يفتقر للمصداقية"، وإنه "لا يمكن أن يكون ذلك مجرد خطأ بشري".
"تخريب إيراني"
في حين دعت رابطة أسر ضحايا الرحلة 752 للطائرة الأوكرانية، إلى إجراء تحقيق محايد وشامل عقب نقل الصندوقين الأسودين إلى فرنسا، بسبب "تخريب إيراني" للصندوقين، وفق تعبيرهم.
كما ذكر بيان للجمعية أن أسر الضحايا طلبت حضور ممثل عنها أثناء قراءة معلومات الصندوقين الأسودين، لكن هذا الطلب لم يُقبل.
وفي 12 يوليو الحالي، أعلن تقرير لمنظمة الطيران المدني الإيراني، أن "خطأ بشرياً" مرتبطاً بضبط الرادار كان "السبب الأساسي" وراء حادث إسقاط الطائرة.
وكان الحرس الثوري الإيراني تحدث عن وجود "خطأ بشري" بعد 3 أيام من إنكاره استهداف الطائرة الأوكرانية.
وبعد 6 أشهر من الحادث الذي راح ضحيته 176 شخصاً، من إيران وأفغانستان وبريطانيا وكندا وأوكرانيا، سلمت الحكومة الإيرانية أخيراً الصندوقين الأسودين إلى فرنسا لإعادة قراءته يوم الجمعة الماضي.