في مؤشر على تواصل أنقرة بعدد من التنظيمات المتطرفة في سوريا، وتنسيقها مع بعضها من أجل نقل المرتزقة إلى ليبيا للقتال إلى جانب فصائل حكومة الوفاق، ضد الجيش الليبي، نفذت هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا)، الأربعاء، حملة اعتقالات طالت عناصر منضوية ضمن تنظيم "حراس الدين" لرفضهم القتال في طرابلس.
وفي التفاصيل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تحرير الشام اعتقلت فجر اليوم فضل الليبي "أمير جيش الساحل" ضمن تنظيم حراس الدين المتطرف، مع 5 عناصر على الأقل جميعهم من جنسيات أجنبية، لرفضهم الخروج من سوريا والسفر للقتال في ليبيا تنفيذاً لأوامر تركية.
تحرير الشام وتركيا
يذكر أن جيش الساحل المنضوي ضمن حراس الدين، ينشط في جبال الساحل السوري، ويبلغ تعداد عناصره نحو 300. كما أن فضل الليبي متواجد في سوريا منذ العام 2013.
وقبل يومين، استكملت هيئة تحرير الشام انتشارها ضمن مواقع ونقاط "حراس الدين" وفصائل متطرفة حليفة له بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
أتى ذلك بعد أسابيع من انسحاب حراس الدين من المنطقة، حيث جرى سحب جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالإضافة لانسحاب جميع العناصر، فيما لم يعرف حتى اللحظة وجهة المنسحبين.
ووفقاً لمعلومات المرصد، فإن عملية الانسحاب تلك، جاءت بأوامر من المخابرات التركية لهيئة تحرير الشام، بعد أن هدد الروس بفتح معركة هناك.
مرتزقة من جنسيات عدة غير سورية
إلى ذلك، يشار إلى أن مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي العميد خالد المحجوب كان أكد، أمس الثلاثاء، في مقابلة مع "العربية"، أن تركيا ترسل مستمرة في إرسال المرتزقة إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق، ومن بين هؤلاء عناصر ينتمون إلى جنسيات عدة غير سورية.
بدوره، أكد المتحدث باسم الجيش، أحمد المسماري أكثر من مرة، أن تركيا مستمرة في نقل المرتزقة ودعم الإرهاب في البلاد.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الأسبوع الماضي، أن تركيا أرسلت ما بين نحو 4000 مرتزق سوري إلى ليبيا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي. وأضافت في تقرير خاص بعمليات محاربة الإرهاب في إفريقيا، أن أنقرة قدمت أموالا وعرضت الجنسية على آلاف المقاتلين مقابل المشاركة في النزاع بليبيا إلى جانب القوات الموالية لحكومة الوفاق.
إلى ذلك، رجح التقرير الذي شمل الفترة الممتدة حتى نهاية شهر مارس الماضي، أن تكون التعزيزات القادمة من تركيا قد لعبت دورا في تقدم قوات الوفاق في مايو الماضي على تخوم العاصمة طرابلس. وذكر أن 300 مقاتل سوري وصلوا إلى ليبيا في نهاية أبريل الماضي، كما نشرت تركيا "عددا مجهولا" من العسكريين الأتراك خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.