وتمنيــــــــــت ..
أن أدخل المدرسة وأتعلم مثل بقية الأطفال ..
وفعلا دخلت المدرسة وعشت طفولتي ومراهقتي ..
ثم ما لبثت إلا أن سئمت منها ..
وتمنيــــــــــت ..
أن أدخل الجامعة ، وفعلا دخلت ، لكن ما أن لبثت أيضا حتى مللت منها ..
وتمنيــــــــــت ..
أن أتخرج لأرتاح ، وفعلا تخرجت ، لكن قتلتني الوحدة ..
وتمنيــــــــــت ..
أن أتزوج ، وفعلا تزوجت ، ولكن منزلي موحش يقتله الصمت ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أرزق بالأطفال ، وفعلا رزقت بالأطفال ..
لكنني ما لبثت إلا وقد سئمت من جدران المنزل ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أتوظف ، وفعلا توظفت وأصبح هاجسي أن أمتلك منزلا ..
وفعلا وبعد عناء امتلكت المنزل ولكن أولادي كبروا ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أزوجهم وفعلا تزوجوا ..
لكنني سئمت من العمل ومن مشاقة فقد أصبح يتعبني ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أتقاعد لأرتاح ، وفعلا تقاعدت وأصبحت وحيداً كما كنت بعد تخرجي تماما ..
لكن بعد تخرجي كنت مقبل على الحياة والآن أنا مدبراً عن الحياة ..
ولكن لا زالت لدي أماني ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أحفظ القرآن ، لكن ذاكرتي خانتني ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أصوم لله ، لكن صحتي لم تسعفني ..
فتمنيــــــــــت ..
أن أقوم الليل ، لكن قدماي لم تعد تقوى على حملي ..
فاغتنم صحتك قبل هرمك ، ولا يشغلك التفكير برزقك عن التفكير بآخرتك ..
همسة ..
إن الله ضمن لك الرزق فلا تقلق ..
ولم يضمن لك الجنة فلا تفتر