حذّر مدافعون عن حقوق الإنسان في تركيا من تدهور صحة محامية مسجونة، تواصل إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجن سيليفري التركي، منذ 200 و6 أيام، مع زميلها آيتاج أونسال الذي انضم إليها بعد شهرٍ من إضرابها عن الطعام.
وفقدت المحامية الكردية التركية، إِبرو تيمتك، 43 كيلوغراماً من وزنها حتى الآن، بعد أكثر من 5 أشهر من الإضراب المفتوح عن الطعام حتى الموت، وفق ما أعلن فريق حقوقي محلّي تمكّن من زيارتها يوم الخميس.
ولم يتمكن الفريق الحقوقي الذي يُعرف بـ "جمعية المحامين العصريين" من مقابلة أونسال. وقال متحدث باسم الجمعية لـ "العربية.نت" إن "تيمتك تعاني من الضعف وصعوبة في التحدّث وعلى المدافعين عن حقوق الإنسان التحرّك لمساعدتها وزميلها".
كما أكد أن أسباب عدم السماح لهم بمقابلة أونسال في سجنه "تعود لتدهور صحته في الوقت الحالي"، خاصة أنه أضرب عن الطعام بعد مرور شهر من بدء تيمتك إضرابها.
مطالبة بمحاكمة عادلة
ويطالب المحاميان بمحاكمة عادلة بعد أن اعتقلا في أيلول/سبتمبر من العام 2017، ومن ثم قضت محكمة تركية بسجن تيمتك لمدّة 13 عاماً و6 أشهر. وأونسال لمدّة 10 سنواتٍ ونصف على خلفية اتهامهما بالعضوية في جماعة يسارية محظورة لدى أنقرة.
من جهتها، قالت افين بارش آلتنطاش، المدافعة عن حقوق الإنسان والمديرة المشاركة لجمعية "الدراسات القانونية والإعلامية" والمعروفة اختصاراً بالتركية mlsa إن "من حق المحاميَيْن الاثنين المضربين عن الطعام المطالبة بمحاكمة عادلة".
وأضافت لـ "العربية.نت": "الضغوط تزيد من جهة السلطات، فقد تمّ استهداف المحامين الذين يدافعون عنهما وقد تحرّكت الحكومة مؤخراً لتقويض دور النقابات من خلال قانونٍ يسمح بتعددها، وبالتالي عدم تحرك القضاء لمساعدة تيمتك وأونسال يؤكد عدم نزاهته واستقلاليته ويدل على أنه أداة حكومية لقمع المحامين". وتابعت: "حتى الآن لم نعرف ما إذا كانت ستتحرك المحكمة العليا لإنقاذ تيمتك وزميلها أونسال".
إضرابات انتهت بالموت
كما تخوّفت على صحتهما قائلة إن "عدّة حالات لمضربين عن الطعام في السجون انتهت بالموت، لذلك نطالب بالإفراج الفوري عن المحاميَيْن المضربَيْن عن الطعام كي لا يخسرا حياتهما".
يذكر أن تيمتك وأونسال ليسا من أوائل المضربين عن الطعام في السجون التركية، فقد سبقهما إلى ذلك هذا العام موسيقيان من فرقة "يوروم" الشهيرة وهما المغنية هيلين بولاك وعازف الغيتار إبراهيم كوكجك.
ففي 7 أيار/ مايو الماضي، فقد كوكجك حياته بعد إضرابٍ مفتوحٍ عن الطعام استمر 322 يوماً وكان ثاني عضوٍ من فرقة "يوروم" الموسيقية اليسارية يموت جوعاً بعد اعتقاله لنحو 4 سنوات على خلفية اتهامه بـ "الإرهاب".
ومطلع شهر نيسان/ أبريل الماضي، فقدت زميلته المغنية هيلين بولاك حياتها بعد 288 يوماً من إضراب مفتوحٍ عن الطعام بدأته في السجن للمطالبة برفع القيود المفروضة من قبل الحكومة التركية عن مجموعتها الموسيقية.