واستندت الهيئة في رؤيتها وتحركها ذاك على عدة أسس، فإضافة إلى المساحة التي وفرتها التقنيات الحديثة للعمل الثقافي، التي يجب توظيفها بشكل أفضل مع استمرار انتشار تداعيات الجائحة، فإن هذه التقنيات وما تتيحه من برامج ومنصات متنوعة تسمح بحماية الكثير من الأصول والمكتسبات الفنية والثقافية عبر تقنيات الحفظ والاسترجاع والأرشفة، كما أنها تتيح الوصول لقاعدة أكبر من الجماهير لم تعد الوسائل التكنولوجية بالنسبة لهم تمثل عائقا. وكان من أبرز المناشط الثقافية التي أطلقتها البحرين عبر موقعها ومنصاتها الإلكترونية المعرضان الفنيان: "من وحي الثقافة" و"من المحرق نستوحي"، اللذان انطلقا منتصف شهر يوليو 2020 الجاري، واستهدفا الترويج للمتاحف والسياحة الثقافية بالمملكة، وحظيا بتفاعل واسع من الجمهور المتعطش للفنون والعمل الثقافي، وتضمنا عدة أعمال متنوعة تعكس الملامح العمرانية والتاريخية والحضارية عموما في البلاد. وعُدّ المعرضان بادرة جديدة تؤكد إصرار هيئة الثقافة على الوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور برغم الظروف الراهنة، خاصة أنهما فتحا الباب ـ ولأول مرة ـ للراغبين من هواة ومحترفين بالمشاركة بإنتاجهم المتميز، والذي بلغ أكثر من 80 عملا متنوعا استقطب الكثير من محبي الفنون والثقافة، وتؤكد أيضا إثراء محتوى موقع الهيئة وحساباتها الإلكترونية من الأعمال الفنية المبدعة كالرسم والتصوير والكولاج والفنون الجرافيكية وغيرها. وللتأكيد على أهمية التفاعل الحيوي مع جمهور المثقفين وإقامة قنوات اتصال حديثة مع عاشقي الفن والتصميم، وبخاصة من الشباب الذي يولون أهمية قصوى للمواقع الإلكترونية وبرامج التصميم الحديثة، وفي إطار جهود إثراء الحركة الفنية والثقافية بالبلاد، والاقتراب أكثر من الناس في ظل ظروف التباعد، جاءت عدة مسابقات كمسابقة "طاولة وكرسي" التي أطلقتها هيئة الثقافة والآثار مطلع يونيو 2020 وتستمر حتى نهاية سبتمبر. وتبدو أهمية هذه المسابقة وغيرها من أنها وُجهت أساساً لفئات ومراحل سنية عدة، واُستخدمت فيها المنصات الإلكترونية الحديثة، وذلك بهدف التفاعل مع الجمهور من جهة، واستقطاب مشاركات عدة من جهة أخرى في إعادة تصميم هاتين القطعتين اللتين تحملان عنوان المسابقة، وبما يتوافق مع عدة شروط ومعايير تضمن إطلاق خيال المبدعين والمصممين من الشباب، وإبراز صفات القطعتين الجمالية، وفي الوقت ذاته التواصل مع فئات جديدة من المصممين والمبدعين. // يتبع // 10:01ت م 0020