وجّهت رئيسة كتلة "الحزب الدستوري الحر" في تونس، عبير موسي، مساء أمس الأحد، رسالة إلى أعضاء باقي الكتل البرلمانية تدعوهم فيها إلى تنفيذ وعدهم بالتوقيع على عريضة سحب الثقة من رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، المقرر اليوم، منبهةً من "السقوط في فخ حركة النهضة بالبحث عن التموقع في الحكومة البديلة لحكومة إلياس الفخفاح".
وقالت موسي: "إذا عدلت الكتل عن مواقفها وقدمت طوق نجاة جديد للغنوشي وتهافتت على مناصب في الحكومة القادمة، فإننا سيكون لنا حديث حاسم وحازم وصارم"، مؤكدةً أن حزبها "سينطلق في تحركات لتصحيح المسار لتحرير تونس من منظومة الفساد والإفساد والإرهاب" وفق تعبيرها.
وانتقدت رئيسة كتلة "الحزب الدستوري الحر" قرار مجلس شورى حركة النهضة بتكليف رئيسها لإجراء مفاوضات مع الرئيس التونسي، قيس سعيد، والقوى السياسية والاجتماعية لتكوين حكومة بديلة لحكومة الفخفاخ، معتبرةً أنه "من الصفاقة بمكان أن يصبح مجلس الإرهاب المنخرط أغلب أعضائه في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محدداً للحياة السياسية في البلاد"، حسب تعبير موسي.
ولفتت موسي إلى أنه "كلما تلتقي القوى الحداثية المدنية على ضرورة التخلص من الإخوان، تخرج حركة النهضة بمناورة جديدة لإعادة توزيع الأوراق بقصد تشتيت المواقف، عبر طرح مناصب في الحكومة كغنيمة جديدة سيتم اقتسامها"، معتبرةً ذلك "تحقيراً للشعب التونسي وتقزيماً للتنظيمات السياسية".
يذكر أن 4 كتل برلمانية كانت قد أعلنت عن اتفاقها على الشروع في تنفيذ إجراءات سحب الثقة من رئيس البرلمان، وفق ما أكده الناطق الرسمي باسم "التيار الديمقراطي" محمد عمار أمس الأحد.
إلا أن تصريحات الساعات الأخيرة قد حملت معها تضارباً في مواقف الكتل المعنية حول هذا الاتفاق، وذلك تزامناً مع إعلان مجلس شورى حركة النهضة الانطلاق في مفاوضات لتشكيل حكومة بديلة لحكومة الفخفاخ.
يذكر أن نواب كتلة "الحزب الدستوري الحر" دخلوا في اعتصام مفتوح منذ الجمعة، احتجاجاً على الاعتداءات التي طالتهم من قبل نواب "ائتلاف الكرامة" من ناحية، واحتجاجاً على سماح مدير مكتب الغنوشي بدخول مشتبه بانتمائه لتنظيمات إرهابية إلى البرلمان وذلك بعد منعه من قبل الأمن الرئاسي، من ناحية أخرى.
من جهته، أكد النائب عن "الكتلة الديمقراطية"، هيكل المكي، اليوم أن لائحة سحب الثقة من الغنوشي جمعت أكثر من الـ73 توقيعاً المطلوبة، بعد إمضاء ممثلين عن "كتلة الإصلاح" وكتلة "تحيا تونس" و"الكتلة الوطنية" وعدد من المستقلين عليها.
في المقابل، قال رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني إن المجلس كلّف الغنوشي بإجراء مشاروات مع رئيس الجمهورية والأحزاب "للاتفاق على مشهد حكومي بديل"، معتبراً أن "الأزمات الحالية لا يمكن أن تتابعها حكومة تلاحقها اتهامات".
وأكد أن "النهضة يدها ممدودة لكل الأطراف وتدعو للتشاور مع الجميع للخروج من الأزمة"، مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي "خطير جدا".
إلا أنه اعتبر أن "الحديث عن انتخابات مبكرة سابق لأوانه".