من جديد، حذرت منظمة حقوقية دولية، من أن بيئة البحر الأحمر اليمنية أصبحت مهددة بسبب القنبلة العائمة "الباخرة صافر" إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بصورة عاجلة لسحب السفينة من موقعها.
ودعت منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، في بيان لها، الجمعة، الأمم المتحدة للعمل بشكل عاجل على إيجاد حلول عملية وسريعة لإنقاذ البيئة والتنوع البحري من كارثة محققة.
كما نقلت عن الخبير عبد القادر الخراز إن رأس عيسى، حيث موقع الباخرة صافر، هي منطقة غنية بالتنوع الحيوي وتعيش فيهاشعاب مرجانية وأشجار مانغروف إلى جانب تنوع كبير في الثروة البحرية، وهذا يشمل معظم مناطق البحر الأحمر، وعليه فإن أي تسرب للنفط سيشكل كارثة بيئية.
خطورة إضافية
وأضاف الخراز، أن السفينة تحتوي على أوحال نفطية ذات تركيز عالٍ من المعادن الثقيلة السمية مثل الزرنيخ Arsenic والرصاص lead والكوبالت cobalt، بسبب التراكم وعدم التنظيف ما يشكل خطورة إضافية أكبر على التنوع الحيوي في ساحل البحر الأحمر والبيئة البحرية والموارد الطبيعية، إلى جانب خطورة النفط السائل الموجود في الباخرة.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء القادم، بناءا على طلب الحكومة اليمنية الشرعية، جلسة خاصة بشأن خزان "صافر"، الذي يرسو قرب ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربي البلاد، وترفض ميليشيا الحوثي السماح بوصول خبراء الأمم المتحدة لصيانته المتوقفه منذ 5 سنوات، ويشكّل قنبلة موقوتة، وسط تقارير من احتمالات انفجاره والتسبب بأكبر كارثة بيئية في العالم.
كل السيناريوهات متوقعة
إلى ذلك، أكدت منظمة سام في بيانها، أن كل السيناريوهات المتوقعة تؤكد وجود مخاطر كبيرة على بيئة البحر الأحمر وخصوصاً السواحل اليمنية وخط الملاحة الدولي، وسيمتد تأثيرها إلى جميع الدول الواقعة على البحر الأحمر.
كما أنها ستتسبب بأخطارٍ على البيئة والتنوع الحيوي والموائل الموجودة في البحر الأحمر.
وأشار بيان المنظمة، إلى أن تأثير هذه الكارثة سينعكس على الإنسان والأراضي الزراعية، وسيسبب أمراضاً للإنسان مثل السرطانات والأمراض الجلدية وقد يسبب الوفاة، كذلك سيؤدي إلى نفوق الحيوانات البرية والبحرية.
أضرار مهولة على الجميع
وذكرت المنظمة، أنه بحسب تقارير مختصة فإن 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر ستفقد تنوعها البيولوجي وأكثر من 100,000 صياد يمني سيفقدون مصدر دخلهم في مناطق الصيد و 850,000 طن من المخزون السمكي في المياه اليمنية في البحر الأحمر معرض للنفوق نتيجة تلوث المياه وأكثر من 900 نوع من الأسماك في البحر الأحمر معرض لخطر بقع النفط والاوحال النفطية.
كما أنها ستؤثر على أكثر من 300 نوع من الشعاب المرجانية في هذه المياه وقد يؤدي الى موتها، إلى جانب أن أكثر من 3 مليون مزارع في تهامة سيتأثرون وستتأثر أراضيهم الزراعية وسوف تتلوث ببقع النفط التي قد تصل اليها.
وتحدثت تقارير دولية ورسمية أيضاً عن أضرار قد تطال أكثر من مليون طائر مهاجر أثناء عبوره السنوي لمنطقة باب المندب، وأكثر من 300 نوع من الطيور البرية والمائية الموجودة في اليمن ستواجه خطر النفوق المؤكد في الجزر والسواحل التي ستتعرض للتلوث ببقع النفط والأوحال النفطية وأكثر من 50 موقعاً من مواقع الطيور في اليمن ستتضرر نتيجة تلوث السواحل والجزر بمادة النفط الخام والأوحال النفطية.
وأشارت إلى أن أكثر من 150 نوع من الطيور المهاجرة البرية والمائية التي تتواجد في محميات وسواحل الأراضي الرطبة في محافظة عدن، ستتعرض لخطر النفوق جراء وصول بقع النفط الخام وكذا الاوحال النفطية الى خليج عدن وبحر العرب.