غضب عارم يسود معظم المناطق في لبنان، الذي يرزح تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة. فقد أكلت العتمة آخر أمل أمام عدد كبير من المواطنين الذين عبروا وما زالوا منذ أكتوبر الماضي عن استيائهم من المسؤولين السياسيين في البلاد، الذين يتهمونهم بالفساد.
فخلال الأيام الماضية غرقت شوارع عدة في البلاد في ظلمة دامسة، وعمد المواطنون إلى استخدام الشموع لإنارة منازلهم، بعد ساعات طويلة من التقنين، دفعت أصحاب المولدات أيضا إلى إيقافها بغية تشغيلها وفق برنامج متقطع.
ويعاني لبنان من أزمة كهرباء منذ ما بعد الحرب الأهلية، إلا أنها تفاقمت مؤخراً، مع تدهور الوضع الاقتصادي والعملة المحلية.
يذكر أن خسائر مؤسسة كهرباء لبنان تبلغ ملياري دولار سنوياً، مما يمثل ضغطاً كبيراً على المالية العامة للدولة، المنهكة أصلاً.
ولطالما اشترطت الدول التي تعتزم مساعدة البلد الذي شهد أحداثا دراماتيكية خلال السنوات الماضية وسلسلة من الاغتيالات والأزمات السياسية، حل هذا الملف عبر إجراء إصلاحات جذرية فيه.
ويعاني لبنان أزمة مالية حادة بسبب الفساد وسوء الحوكمة على مدار عقود.
إلى ذلك، ترافق التدهور الاقتصادي غير المسبوق الذي شهدته البلاد منذ نحو عام مع انهيار لقيمة العملة الوطنية في بلد بات 45% من سكانه يعيشون تحت خط الفقر وطالت البطالة فيه أكثر من 35 بالمئة من القوى العاملة.
وساهمت الأزمة في إطلاق انتفاضة شعبية غير مسبوقة في تشرين الأول/أكتوبر ضدّ مجمل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وسوء الإدارة.