أطلق مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، المعروف بفتاواه المتطرفة، دعوة جديدة وغريبة، حث فيها الليبيين على شكر تركيا على تدخلها في البلاد، وتقدير التضحيات التي قدمها عسكريوها لصالح الشعب، والترحيب باحتلالها.
ويعدّ الغرياني من أهم الشخصيات الدينية المؤيدة لسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردغان في ليبيا، التي تعوّل أنقرة على فتاواه كغطاء لشرعنة تدخلها العسكري والسياسي في ليبيا.
وفي تجاهل لحقيقة الأهداف والأطماع التي دفعت أنقرة للتدخل في ليبيا بحسب ما أكد أكثر من نائب ليبي في أحاديث سابقة مع العربية.نت، قال الغرياني موجها كلامه إلى الليبيين" يجب أن نحيي الحكومة التركية وما تبذله من مساعٍ حقيقية وواقعية لنصرة قضيتنا"، زاعما أن زيارة وزير الدفاع التركي والوفد العسكري المرافق له إلى ليبيا والتصريحات القوية التي أطلقها أردوغان، دليل على أن تركيا جادة في وقوفها مع طرابلس وغير مترددة.
وواصل تحريضه على الدول الأخرى المعنية بالملف الليبي في حديث تلفزيوني جديد عبر قناة "التناصح" المملوكة لشخصيات تابعة لتنظيمات متشددة بليبيا، مطالبا الليبيين بتقدير مواقف تركيا والترحيب بتواجدها في بلادهم لأنها "تواجه تحالفا دوليا كبيرا".
كما طالب الغرياني الذي يوصف من قبل العديد من الليبيين بمفتي الإرهاب والدم، بالخروج في مظاهرات حاشدة تأييدا لتدخل تركيا ومطالبة حكومة الوفاق بمزيد من التعاون معهم.
الأسبقية في عمليات التنقيب
يذكر أنه منذ تدخل تركيا في ليبيا خاصة بعد مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والبحري التي تم توقيعها بين حكومة الوفاق وأنقرة، يقود الغرياني وقيادات إخوانية ليبية أخرى مقيمة على الأراضي التركية، حملة مدح وثناء على مواقف الحكومة التركية، وسبق أن أصدر الغرياني فتوى تدعو إلى تسليم ثروات الليبيين إلى تركيا، عبر منح أنقرة الأسبقية في عمليات التنقيب عن النفط والغاز، وأخرى تحرم شراء سلع من دول عربية بينها مصر، كما أفتى بضرورة إنشاء أنقرة قواعد عسكرية في ليبيا، واعتبر أن هذا الأمر "حلال شرعا ومشروع قانونا".
ويلعب الغريانى منذ 2012، دور الذراع الدينية للجماعات المتطرفة في ليبيا، عبر إصدار فتاوى تتوافق مع مصالحها وأهدافها وأجندتها، فارتكبت عدة جرائم عنف استنادا إلى فتاواه التي طالب خلالها الجماعات الإرهابية، برفع السلاح ومحاربة قوات الجيش الليبي، حتى أصبح أحد أبرز المساهمين في تعزيز الانقسام الليبي.