على مدى أيام مريرة لم تتوقف الميليشيات الحوثية عن قصفها منازل المدنيين في تعز اليمنية، حتى باتت تلك المدينة تقبع تحت القصف والدمار وغياب الخدمات والصعوبات الاقتصادية الاستثنائية التي خلفها حصار الميليشيات منذ 5 أعوام.
بل إن الحوثيين باتوا يستهدفون مستقبل تعز أيضا عبر الأطفال.
إذ يعشش الخوف في قلوب هؤلاء الأطفال القاطنين في مناطق التماس مع الميليشيات الحوثية، بعد أن حفر القصف ذكريات مؤلمة في من بقي من أطفال المدينة على قيد الحياة.
فالرعب الذي خلفته أصوات القذائف والانفجارات ترك أثراً لا يمحى في أطفال حي صالة شرقي مدينة تعز.
إذ يروي هؤلاء الصغار قصصاً مرعبة عن القذائف، وطلقات القناصة التي استهدفتهم أو استهدفت أصدقاءهم، ويتحدثون بابتساماتٍ بريئة تخفي خلفها ذاكرة من الهلع، مواقف مرعبة عاشوها وهم يشاهدون أقرانهم يتساقطون جرحى أو متوفين بسبب قذيفة حوثية أو طلقة قناص.
إلى ذلك، يحرم الأطفال من أبسط حقوقهم، فحتى اللعب بات محرماً عليهم، ومقترناً بأقسى اللحظات التي ستعيش معهم سنواتٍ قادمة، يحدث هذا في ظل غياب شبه كامل، لأي مساعدة تطال هؤلاء الصغار وأسرهم من أجل تجاوز الأزمات النفسية والتداعيات الصحية التي خلفتها فجائع الحرب وأهوالها في قلوبهم الصغيرة.
ومع غياب دور المنظمات المحلية والدولية، والهيئات التابعة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الأطفال، تتنامى آثار الحروب النفسية والصحية على الفئات المتضررة من الحروب، خصوصاً شريحة الأطفال، على الرغم من الدعم الكبير الذي تتلقاه تلك المنظمات للقيام بدورها في مساعدة هذه الفئات الضعيفة خصوصاً الأطفال على تجاوز الأزمات النفسية القاسية التي يعانونها بسبب الحرب.