كان مشهد لقاء وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بجنود بلاده في طرابلس ومصراتة دون حضور أي مسؤول ليبي، وخروجه بتصريحات تحدث فيها عن "السيادة التركية والعودة بعد انسحاب الأجداد والبقاء إلى الأبد في ليبيا"، صادما ومستفزا لليبيين، لما يحمله الخطاب من رسائل خطيرة ومضامين تحد وتهديد واضح للسيادة الوطنية وكذلك نبرة استعلاء وغرور.
واستعرض أكار القوّة العسكرية لأنقرة في ليبيا، خلال زيارته وتفقدّه لمقرّات القوات التركية في ليبيا في العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة، حيث أعلن عن تمسك بلاده بدعم حكومة الوفاق و البقاء في ليبيا إلى الأبد.
وقال وزير الدفاع التركي "في البحر أو البر أو حتى في الوطن الأزرق، في أي مكان لنا عليه سيادة، نقوم بكل ما علينا من واجبات، لنا مع المنطقة تاريخ مشترك يمتد لـ500 عام، أجدادنا انسحبوا من المنطقة، لكننا سنقوم بكل ما يجب علينا أن نقوم به من أجل العدالة والحق وفي إطار القانون الدولي، وسنبقى هنا إلى الأبد مع إخواننا الليبيين".
وأضاف: "لا يشك أحد في موقفنا هذا أو يعتقد بأننا سنتراجع عنه"، منوها إلى الاعتداءات التركية المستمرة بحق دول شرق المتوسط، بالقول: "القوات التركية البحرية في المتوسط وبحر إيجة والبحر الأسود، تقوم بكل ما عليها من واجبات على أحسن وجه، ومن خلال ذلك فإنكم تقومون بواجبكم بحماية أمن ومنفعة وطنكم".
من جهته، اعتبر النائب الليبي علي التكبالي أن مشهد خروج وزير الدفاع التركي ورئيسه أركانه الجنرال يسار غولر بداخل القواعد والمقرات العسكرية الليبية ووسط ضباط بلاده وأمامهما خرائط ليبيا يرسمان عليها طموحات أنقرة، وخطاب الوزير المعادي والمتجاوز لكل الخطوط الحمراء، يدل على أن تركيا وضعت الإرهاصات الأولى لاحتلال ليبيا، وهي تزداد يوما بعد يوم تغولا وإيغالا في حقوق السيادة الوطنية، لأنها وجدت أمامها حكومة منبطحة مستعدة للتسليم في كل شيء مقابل حمايتها.
وتابع التكبالي في تصريح لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن ما يظهر الآن هو إشارات لتفوق العرق التركي وخطوات مدروسة لتعويد الشعب الليبي على الوجود التركي في بلادهم وعلى ضرورة التعامل معه.
كان وزير الدفاع التركي، اجتمع ضمن زيارته إلى ليبيا، بضباط وجنود أتراك في غرفة العمليات المشتركة بطرابلس. وأعلن عن "تشكيل فرق عسكرية مشتركة" بين قوات حكومة الوفاق الليبية والقوات التركية"، موضحاً أن هذه القوات ستكون "برية وبحرية وجوية".