قال رئيس منظمة الدفاع المدني الايراني، غلام رضا جلالي، إن طهران لا تستبعد "عملا تخريبيا " من قبل مجموعات المعارضة أو هجوما سيبرانيا من قبل أميركا، وراء التفجير الذي استهدف صباح الخميس، منشأة نطنز النووية وسط البلاد.
وأكد جلالي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء الخميس، أن "الجزء الأكبر من الحوادث التي حصلت في قطاع الطاقة خلال الآونة الأخيرة كانت ناتجة عن عدم مراعاة قواعد الأمان، لكن جزءا آخر يمكن أن يكون ناتجا عن تحرك الجماعات المعادية الثورة والعناصر المرتبطة بهم وربما العدو ايضا يقف وراءها".
وأضاف جلالي: "فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة، بالنظر إلى أننا نواجه حربا اقتصادية خطيرة مع الولايات المتحدة ونحن في صراع معهم في عدة مجالات ، فإن الفرضية الأولى هي أن هذه الحوادث قد تكون تهديدات يقف خلفها العدو".
وفيما لم يستبعد رئيس الدفاع المدني الايراني وقوف جماعات معارضة وراء الحادث، رأي بعض المحللين أن مجموعة " نمور الوطن" التي تبنت العملية قد تكون جهة داخل النظام تهدف الى التصعيد مع الغرب بهدف تهيئة الأجواء للمفاوضات ولحث الأوروبيين للضغط على اميركا من اجل تخفيف الضغوط والعقوبات والحصار كمقدمة للمفاوضات.
ويعزز هذا التحليل ما أعلنته المجموعة في بيانها الذي ارسلته لاذاعة " بي بي سي" البريطانية قبل ساعات من إعلان أول خبر عن الإنفجار في نطنز، بأن لها عناصر يعملون في أجهزة الأمن والإستخبارات الإيرانية.
هجوم بعبوة ناسفة
من جهة أخرى، نقلت صحيفة " نيويورك تايمز" عن مسؤول استخبارات في الشرق الأوسط، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن الانفجار نتج عن عبوة ناسفة زرعت داخل المنشأة".
وصرح المسؤول بأن الانفجار دمر الكثير من الأجزاء فوق سطح المنشأة حيث تتم موازنة أجهزة الطرد المركزي الجديدة قبل تشغيلها".
وتتطابق هذه المعلومات مع ما لوح به رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني حول وقوع عملية قامت بها مجموعات معارضة، بالرغم من المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمال وندي، أعلن عن وقوع "حادث" في المنشأة وقال إن الاضرار المادية لم تمكن كبيرة نافيا وقوع ضحايا أو حدوث تسرب اشعاعي.
وقبل ساعات قليلة من اندلاع خبر حادثة نطنز صباح الخميس ، أعلنت مجموعة غامضة تسمى "وطن الفهود" مسؤوليتها عن الحادث في رسالة بريد إلكتروني أُرسلت إلى قائمة للصحفيين الفارسيين في "بي بي سي"، وبعض الذين توقفوا عن العمل في هيئة الإذاعة البريطانية منذ سنوات تلقوا أيضًا هذا البريد الإلكتروني.
عدة هجمات
من جهته، قال جيار غول، مراسل " بي بي سي" الفارسية، إنه كان من بين مستلمي البريد الإلكتروني لمجموعة " نمور الوطن"، وكتب في تغريدات له الخميس أن "البريد الإلكتروني زعم وقوع هجمات أخرى قامت بها المجموعة وتكتمت عليها الحكومة الإيرانية".
وأضاف أن "المجموعة قالت إن هذه المرة لن تكون الحكومة قادرة على التستر على الهجوم لأنه لم يكن في منشأة تحت الأرض".
وتبلغ مساحة منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم 100 ألف متر مربع (عشرة هكتارات) وبعمق ثمانية أمتار (حوالي 25 قدمًا) تحت الأرض حيث يعد هذا الموقع المركز الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وأعلنت إيران في أبريل الماضي أنه سيتم الكشف عن جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز التي كان مثار جدل في نوفمبر من العام الماضي عندما طردت إيران مفتشة ضمن فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاتهامها بحمل مواد مشعة تهدف "للتخريب الصناعي" في المنشأة.
وفي ذلك الوقت ، قالت إيران إن المرأة أطلقت إنذارا عند بوابة محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم ، مما أثار مخاوف من أنها كانت تحمل "مواد مشبوهة".
ويأتي حادث نطنز بعد أقل من أسبوع من انفجار في شرق طهران في قاعدة "خُجير" للصواريخ بالقرب من موقع بارشين العسكري، وادعت طهران أن تسريب غاز سائل كان وراء التفجير.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) تحدثت عن احتمال ضلوع إسرائيل في الحادث وذكرت أنه لو صحت هذه الفرضية "يجب إعادة النظر في استراتيجية المواجهة نظرا للوضع الجدي ".
وربطت الوكالة فرضية الهجوم الإسرائيلي مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك، الى تل أبيب قبل يومين وتصريحاته حول الخيار العسكري المفتوح ضد طهران، وكذلك التصريحات الاسرائيلية حول منع ايران من الحصول على سلاح نووي.