لا تزال المعلومات عن إطلاق سراح 14 عنصراً من كتائب حزب الله كانوا اعتقلوا جنوب بغداد فجر الجمعة الماضي إثر مداهمة من قبل جهاز مكافحة الإرهاب، غير واضحة، وسط غياب أي تصريح رسمي في هذا الشأن، لا سيما بعد نفي خلية الإعلام الأمني الحكومية علمها بذلك.
وأعلنت حركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي أمس الإثنين أن جميع المعتقلين من عناصر حزب الله العراقي أطلق سراحهم، فيما انتشرت صور لهم وهم يدوسون على صورة لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.
وقال القيادي بمليشيا عصائب اهل الحق، أبرز الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، جواد الطليباوي في تغريدة نشرت على تويتر إن "إطلاق سراح جميع منتسبي الحشد الشعبي الذين احتجزوا بأمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يدل على أن الأوامر التي أصدرها الكاظمي باعتقالهم هي أوامر أمريكية كسابقاتها من الأوامر التي ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء. لذلك نحذر من مغبة تكرار الرضوخ للأوامر الأميركية التي يراد منها إيقاع الفتنة".
فما الذي حصل، وكيف أطلق سراحهم؟
أكدت مصادر حكومية مطلعة للعربية.نت أنه تم تحويل كل المعتقلين إلى قاضي ضمن هيئة الحشد الشعبي قبل اطلاق سراح قسم منهم، في حين تم الإبقاء على ثلاثة هم من أهم المطلوبين.
كما أوضح مصدر أمني للعربية.نت أن 3 من العناصر الذين اعتقلوا خلال مداهمة الفجر، هم المطلوبون الاساسيون على خلفية قضية الصواريخ التي استهدفت قواعد أميركية ومقر السفارة في بغداد.
وأكد أن الصور التي نشرتها كتائب حزب الله لم تظهر كافة المعتقلين البالغ عددهم 14، لافتا إلى أن هذا الفصيل الموالي لإيران أراد من خلال نشرها الإيحاء بتسجيل انتصارهم معنوي على الدولة في العراق .
وخلال الساعات الماضية، انتشرت صور لعناصر حزب الله وهم يضعون صور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تحت أقدامهم قبل حرقها مع العلم الإسرائلي في تحد واضح للحكومة وسط العاصمة.
احراق صور الكاظمي
وتعليقا على تلك التصرفات، اعتبر الباحث في الشأن السياسي يحيى الكبيسي في حديث للعربية.نت ان إحراق صور الكاظمي من قبل حزب الله اثبات على أن حملة السلاح هم أصحاب القرار السياسي والعسكري في العراق أولاً.
كما رأى أن كافة تصرفات الفصائل الولائية (الموالية لإيران) تهدف إلى ترسيخ فكرة الدولة العقائدية الموازية التي يمثلها الحشد وبعض الفصائل الشديدة الإرتباط بطهران، معتبرا أن دون حصول متغير اقليمي أو دولي لا يمكن الحديث عن استعادة الدولة، أو هيبتها في المدى المنظور.
البصمات والأدلّة الجرمية
من جانبه، قال المحلل الاستراتيجي والخبير في شؤون الجماعات المسلحة رعد هاشم للعربية.نت إن خبر الافراج عن المعتقلين شكل خيبة أمل كبيرة تجاه اللجان التحقيقية أولاً التي غالبا ما تعرف بعدم جديتها وفشلها في التوصل إلى الحقائق، وتجاه جهاز القضاء ثانياً الذي كان يتوجب عليه عدم الخضوع للإرادات السياسية وسياسة التراضي
كما تساءل لماذا لم يتم الأخذ بأبرز الأدلّة الجرمية التي تعمدت الجهات المتواطئة اغفالها ألا وهي بصمات الفاعلين الذين قبض عليهم بالجرم المشهود؟!
التخلص من الكاظمي
إلى ذلك، أكد هاشم وجود مساع من قبل رئيس الحكومة العراقية الأسبق نوري المالكي وهادي العامري، وقد يلتحق بهم فالح الفياض(رئيس الهيئة العامة للحشد الشعبي) سرا، من أجل التخلص من حكومة الكاظمي، وإسقاطها.
كما لفت إلى أن هؤلاء يسعون إلى تحريض أتباعهم على تنظيم تظاهرات تطالب بإسقاط الحكومة ورحيل الكاظمي.
ورأى أن المالكي يقود الدولة العميقة في العراق، ساعيا إلى اسقاط رئيس الحكومة الذي يخالفه الرأي والتوجه في الكثير من الملفات لاسيما ملف الميليشيات الولائية، ودورها المتفلت في البلاد.
يذكر أن الجيش العراقي، كان أعلن يوم الجمعة، أن قواته داهمت قاعدة في جنوب بغداد يستخدمها أفراد فصيل كتائب حزب الله المتهمن بإطلاق صواريخ على سفارات أجنبية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد ومطار بغداد الدولي. وأضاف أن السلطات العراقية استجوبت 14 رجلاً اعتُقلوا خلال المداهمة.
وتعد هذه المداهمة الأكثر جرأة منذ سنوات من قبل قوات الأمن العراقية ضد فصيل مسلح قوي تدعمه طهران.