تتواصل الدعوات الدولية من أجل وقف النار في ليبيا، واستئناف المفاوضات، في ظل تمسك حكومة الوفاق بالسيطرة على مدينة سرت الاستراتيجية والجفرة التي ينتشر فيهما الجيش الليبي.
ووسط التوتر الأوروبي مع تركيا على خلفية تدخلها في الملف الليبي، دعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا الأطراف الليبية إلى وقف القتال، والأطراف الخارجية إلى وقف أي تدخل، في محاولة لإعادة المحادثات السياسية إلى مسارها.
وذكرت الدول الثلاث في بيان الجمعة "في ضوء المخاطر المتنامية من تدهور الموقف في ليبيا... تدعو فرنسا وألمانيا وإيطاليا جميع الأطراف الليبية إلى وقف القتال على الفور ودون شروط".
كما دعت الدول الثلاث أيضا "الأطراف الخارجية لإنهاء جميع أشكال التدخل في ليبيا والاحترام الكامل لحظر السلاح الذي يفرضه مجلس الأمن الدولي".
وتدهورت العلاقات بين فرنسا وتركيا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الصراع الليبي.
حظر السلاح
يذكر أن الاتحاد الأوروبي اتهم تركيا الأسبوع الماضي، بعرقلة عملية "إيرني" التي تهدف إلى مراقبة حركة السفن والطائرات ف يالمتوسط، بهدف منع توريد السلاح إلى ليبيا، تنفيذا لقرار الأمم المتحدة. وأكد دبلوماسيون ومسؤولون في بروكسل قبيل اجتماع لوزراء دفاع دول الناتو أن تركيا تعرقل مساعي الاتحاد لتأمين مساعدة حلف شمال الأطلسي لعملية الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط (إيرني)، الرامية لفرض حظر أسلحة أممي على ليبيا التي مزقها الصراع.
كما أبدت فرنسا في حينه، امتعاضها من التصرفات التركية التي وصفتها بالعدوانية في المتوسط، داعية "الأطلسي" إلى التحرك من أجل صد تلك الأفعال. وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية أن سفينة فرنسية تشارك في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط تعرضت مؤخرا لعمل "عدواني للغاية" من قبل زوارق تركية، منددة بمسألة "بالغة الخطورة" مع شريك أطلسي.
لعبة خطيرة
إلى ذلك، ندد الرئيس الفرنسي، ماكرون، الاثنين، بــ"لعبة خطرة" تمارسها تركيا في ليبيا، معتبرا أنها تشكل تهديدا مباشرا للمنطقة وأوروبا. وقال ماكرون إثر لقائه نظيره التونسي قيس سعيد في الإليزيه "أرى اليوم أن تركيا تمارس لعبة خطرة في ليبيا تناقض كل الالتزامات التي أعلنتها في مؤتمر برلين".
كما دعا إلى "وقف التدخلات الأجنبية والأعمال الأحادية لأولئك الذين يزعمون أنهم يحققون مكاسب جديدة في الحرب" في ليبيا.