مازالت انتهاكات الفصائل الموالية لتركيا في الشمال السوري مستمرة، مراكمة غضب الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفي جديد فصولها، اعتداء عناصر من ميليشيا تعرّف نفسها باسم "لواء المعتصم" على ممرض في أحد مشافي منطقة قرية "علوك غربي" في ريف مدينة رأس العين شمال غربي محافظة الحسكة، صباح الخميس، وضربه ضربا مبرحا، ما دفع العشرات من أهالي المدينة إلى الخروج بمظاهرات احتجاجاً على أفعال تلك الفصائل، حيث تجمع الناس أمام مبنى قيادة الشرطة.
في السياق أيضاً، تتواصل الاحتجاجات الشعبية المناوئة للفصائل في ريف الرقة الشمالي، حيث رصد المرصد السوري مظاهرة جديدة لأهالي تل أبيض الواقعة على الحدود السورية – التركية، ضد ممارسات الفصائل الموالية لأنقرة، ووفقاً لمصادر المرصد فإن المتظاهرين قطعوا الطريق على مدرعة تركية في المنطقة.
وقبل أيام، عمّت احتجاجات شعبية منطقتي "تل أبيض"، و"سلوك" الخاضعتين لسيطرة القوات التركية شمال الرقة، تمثلت بـ إضراب عام، وإغلاق المواطنين لمحالهم التجارية، وسط تجمع العشرات منهم أمام المجالس المدنية، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية ورفع سعر مادة الخبز.
وفي كوباني، خرج الآلاف قبل ساعات من أهالي المقاطعة إلى الساحات في مظاهرة جماهيرية حاشدة تنديدًا بالجريمة الأخيرة التي ارتكبتها الطائرات التركية بحق المدنيين في قرية حلنج والتي راح ضحيتها ثلاث نساء.
20 منظمة مدنية وحقوقية ناشدت العالم
يشار إلى أنه في مايو/أيار الماضي، ناشدت 20 منظمة مدنية وحقوقية، مجلس الأمن الدولي للتدخل ووضع حد للانتهاكات التي يقوم بها أتباع تركيا في الشمال السوري، وهي: "المرصد السوري لحقوق الإنسان، والهيئة القانونية الكردية، وجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة -فرع ألمانيا، والمنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD)، واللجنة الكردية لحقوق الإنسان (الراصد)، ومركز توثيق الانتهاكات في شمال وشرق سوريا، ومنظمة مهاباد لحقوق الإنسان (MOHR)، وجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في النمسا، ولجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا (MAF )، ومركز ليكولين للدراسات والأبحاث القانونية، ومؤسسة ايزدينا الإعلامية والحقوقية، والمركز السوري للدفاع عن حقوق الإنسان، ومنظمة حقوق الإنسان في سوريا (ماف)، ومنظمة حقوق الإنسان – عفرين، وشبكة عفرين بوست الإخبارية، ومركز عفرين الإعلامي، ومبادرة دفاع الحقوقية -سوريا، ومنظمة حقوق الإنسان في الجزيرة، ومنظمة حقوق الإنسان قي إقليم الفرات، وجمعية هيفي الكردية – بلجيكا".
وجاء النداء على شكل عريضة رسمية موقعة من الجهات المذكورة، أشاروا فيها إلى أن أفعال الفصائل المسلحة التي أطلقت لها تركيا العنان في الشمال السوري بعد أن قدمت لها الدعم اللازم، بدأت تسيء لآدمية الإنسان دون أدنى اعتبار أو احترام، وقد تجاوزت أفعالهم كل المحركات والأسس الأخلاقية بحق سكان عفرين من الكرد السوريين، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً.
إلى ذلك، أشار النداء إلى أن هدف هذه الجماعات إجبار سكان عفرين وإكراههم على ترك ديارهم والنزوح منها، بغية استكمال تركيا لمخططاتها في تغيير ديموغرافية المنطقة وطمس هويتها وخصوصيتها الكردية.