يستعد حزب "الديمقراطية والبناء" الذي يقوده علي باباجان، نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق لإنهاء الخطوات الأخيرة التي ستخوّل حزبه المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا منتصف عام 2023، إن لم تتجه البلاد نحو الانتخابات المبكّرة قبل موعدها المحدد.
وتأتي خطوات حزب باباجان، الذي أعلن تأسيسه يوم 11 آذار/مارس الماضي، لقطع الطريق أمام التعديلات التي يسعى حزب "العدالة والتنمية" الحاكم لإحداثها في قانوني الانتخابات والأحزاب بدعمٍ من حليفه في حزب "الحركة القومية"، والتي من شأنها أن تمنع حزب "الديمقراطية والبناء" من المشاركة في الانتخابات المقبلة بعد استقالة زعيمه من الحزب الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان يوم 8 تموز/يوليو 2019.
وقال أحمد فاروق أونصال وهو عضو اللجنة التأسيسية لحزب باباجان، إن "أنشطتنا التنظيمية مستمرة وخلال الشهر المقبل، سنكون قد أنهينا تعيين رؤساءٍ لفروع حزبنا في كل الولايات التركية البالغ عددها 81".
دخول الانتخابات منفرداً
وأضاف لـ"العربية.نت": "بالتزامن مع تعيين الرؤساء، نستمر بافتتاح مكاتب فرعية لحزبنا في كل مناطق البلاد، لنعقد بعد ذلك مؤتمرنا العام قبل الانتخابات المقبلة".
ويرغم قانون الأحزاب والانتخابات التركية، وجود مكاتب تمثيلية لكلّ حزبٍ تأسس حديثاً مع ممثلين عنه في أكثر من نصف ولايات البلاد، كشرط أساسي للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية مع ضرورة عقد مؤتمره العام قبل إجراء الانتخابات بستة أشهر.
وشدد أونصال في هذا الصدد على أن "حزبنا يرغب بالدخول في الانتخابات بمفرده دون الاستعانة بحزبٍ آخر وسنحقق شروط المشاركة فيها قبل إجرائها"، لافتاً إلى أن "هناك نوابا ورؤساء بلديات يرغبون بالانضمام إلى حزبنا، لكننا نرفض تشكيل كتلةٍ نيابية بدعمٍ من نواب حزبٍ آخر".
"لا انتخابات مبكرة"
وتابع أن "تركيا لن تشهد انتخاباتٍ مكبرة، وباعتقادي سيواصل البرلمان دورته الحالية رغم المشاكل الاقتصادية والسياسية".
وبموجب قانون الانتخابات والأحزاب الحالي، يسمح لكل حزب تأسس مؤخراً، المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فيما لو قدّم 20 نائباً استقالته من حزب آخر وانضم إلى صفوف الحزب الجديد لتشكيل كتلةٍ نيابية كشرط أساسي لخوض الانتخابات عند عدم وجود مكاتب تمثيلية أو ممثلين عنه في نصف الولايات التركية.
ومطلع شهر حزيران/يونيو الجاري، سبق أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي الأسبق، حزب باباجان وأعلن عن انتهاء تنظيم حزبه الجديد في 53 من ولايات البلاد استعداداً للمشاركة في أي انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية قد تشهدها تركيا سواءً تمّت في موعدها أو كانت مبكّرة.
ونهاية العام الماضي، أعلن داوود أوغلو انطلاق حزبه وأطلق عليه اسم "المستقبل". وبعد ذلك بنحو 3 أشهر أعلن أيضاً باباجان عن تأسيس حزبه. وكان كلاهما من أبرز حلفاء الرئيس أردوغان قبل ذلك الوقت.
ويرفض كلّ من حزب "المستقبل" و"الديمقراطية والبناء"، النظام الرئاسي في تركيا والذي منح أردوغان صلاحياتٍ مطلقة. ويسعى كلاهما لإعادة النظام البرلماني.
وتؤكد آخر استطلاعات الرأي في تركيا، تراجع شعبية حزب أردوغان بالفعل. وتوقع كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب المعارضة الرئيسي (الشعب الجمهوري) في تصريحاتٍ متلفزة قبل يومين"موجة استقالات جماعية لأعضائه".
وأضاف في تصريحاته أن "حجم التأييد الشعبي لحزب أردوغان يتراوح بين 30 و35 بالمئة"، وهي نسبة يؤكدها آخر استطلاعٍ للرأي قام بها مركز "أوراسيا" للأبحاث الأسبوع الماضي.