أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس السبت، أنه لن يسمح بأي تهديد لحدود مصر الغربية، المرتبطة بالحدود مع ليبيا، مشددا على أن أي تجاوز لمدينتي سرت والجفرة في ليبيا يعتبر خطا أحمر بالنسبة لمصر.
في حين اعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في وقت سابق السبت، أن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا يتطلب انسحاب الجيش الوطني الليبي من مدينة سرت الاستراتيجية.
للإجابة على هذا السؤال أكد خبيران عسكريان مصريان لـ "العربية.نت" أن موقع مدينة سرت استراتيجي بالفعل، فهي تربط شرق وغرب ليبيا، وتقع بين طبرق شرقا وطرابلس غربا، وتعد مفتاح السيطرة على ليبيا بكاملها، كونها نقطة التقاء المناطق اللبيبة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، كما يعطيها قربها من موانئ وآبار النفط الرئيسية الثلاث البريقة ورأس لانوف والسدرة أهمية إضافية.
إلى ذلك، تشكل تلك المدينة الليبية إحدى نقاط الاتصال الرئيسية بالعالم من خلال مطار القرضابية الدولي.
باب النفط
وفي هذا السياق، قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق في الجيش المصري لـ " العربية.نت" إن منطقة سرت هي الباب الحقيقي للسيطرة على مناطق الهلال النفطي الغنية بالبترول كما تعتبر الجفرة كذلك نقطة استراتيجية مهمة، فهي تربط جنوب وشمال ليبيا، وفيها أكبر قاعدة جوية، لذا فإن السيطرة عليها مع سرت تعني أن طريق الوصول للحدود المصرية وتهديدها بات مفتوحا.
الخطر من أبعد نقطة
كما أضاف قائلاً: لهذا السبب فإن محور سرت الجفرة من الحدود المعروفة في استراتيجيات الأمن القومي المصري، فالعقيدة العسكرية المصرية هي الدفاع عن البلاد ومواجهة الخطر الذي يهددها من أبعد نقطة ممكنة، وأبعد نقطة من الناحية الغربية هي سرت والجفرة، ولذلك كانت كلمات الرئيس السيسي واضحة ولا لبس فيها إن هذا الخط خط أحمر بالنسبة لمصر .
إلى ذلك، كشف رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق أن عبارة خط أحمر بالنسبة للمفهوم العسكري المصري يعني عدم الاقتراب، وفي حالة عدم الالتزام أوالانصياع، يكون المقابل هو التعامل المباشر مع من يفكر في تجاوز هذا الخط، لأنه سيكون بمثابة تهديد صريح، مضيفا أن ذلك ودون أي مواربة يعني توجيه ضربة عسكرية لأي قوات تتجاوز هذا الخط وتهدد الأمن القومي المصري .
إعلان حرب
بدوره، اللواء محمود خلف الخبير العسكري والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أكد أن خط سرت -الجفرة معروف ومحدد بإحداثيات واضحة، ضمن محددات الأمن القومي المصري، ومن يفكر في الاقتراب منه يعني أنه أعلن الحرب مع مصر.
وقال إن القوات التي تفقدها السيسي أمس جاهزة ومستعدة، وفي حالة رصد أي توجه باقتراب قوات معادية من هذا الخط، فالقوات المصرية ستكون هناك خلال ساعتين، وستمارس دورها في صد أي تجاوز بل وردعه.
كما أضاف أن القوات المعادية وفور تحركها نحو هذا الخط الأحمر، ستكون مرصودة جوا، وستوجه ضدها ضربات مباشرة وقوية، مشيرا إلى أن أي تقدم من هذا النوع لن يكون نزهة، بل حربا حقيقة وشاملة ضد من يعتقد أنه يحاول المساس بالأمن القومي المصري .