انقضّ طالب لجوء ليبي بسكينه على متنزهين كانوا أمس بحديقة في مدينة Reading البعيدة بجنوب انجلترا 64 كيلومترا عن لندن، وراح "يصرخ بكلمات غير مفهومة" قبل أن يطعنهم بشدة في الرقبة بشكل خاص، فقتل 3 منهم وجرح 4 آخرين بدقائق معدودات، وحين فر من المكان، تعقبته الشرطة وألقت القبض عليه بجوار مبنى لجأ اليه.
المبنى بعيد 5 كيلومترات تقريبا عن الحديقة القريبة من وسط المدينة، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية عن الشرطة التي سعت وراءه بعد فراره من الحديقة، فانقضّ أفرادها عليه وسط الشارع، حسب ما يبدو في فيديو وجدته "العربية.نت" منتشرا في مواقع التواصل، وتعيد بثه أدناه على ذمة واضعيه، وفيه نرى الطاعن المجهول الاسم للآن مستسلما.
شاهد عيان، كان قريبا مع آخرين 10 أمتار من مركز الهجوم، روى لوسائل إعلام محلية فيما بعد أن المهاجم "استدار وبدأ يجري نحونا، فاستدرنا أيضا وبدأنا نجري، ولما شعر أنه لا يستطيع إدراك أي منا، انحرف وحاول طعن مجموعة أخرى كان أفرادها جلوسا على العشب، فأمسك برقبة واحد منهم، ثم وجد أن من كانوا برفقة الشاب بدأوا يفرون من المكان، ففر منه بدوره واختفى" وفق تعبيره لصحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، وبخبرها ذكرت أن الشرطة خصصت هليكوبتر لمطاردة المهاجم الهارب، ساعدت على اعتقاله بسرعة.
أفراد من الشرطة حاصروا المبنى الذي لجأ اليه مختبئا، وتمكنوا منه بقربه واعتقلوه، بعد أن أصاب 4 متنزهين بجروح وهو يفر مسرعا من الحديقة بعد الحادث الذي اتضح أنه غير مرتبط باحتجاجات ضد العنصرية شهدتها منطقة الحديقة قبل سلعات من الطعن الذي بدأ في السابعة مساء، وكانت الشمس لا تزال مشعة في آخر يوم من فصل الربيع.
وأسرع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وكتب على أثر ما حدث تغريدة "تويترية" قال فيها: "مشاعري مع كل الذين تضرروا بالحادث المروع في ريدينغ، وشكري لخدمات الطوارئ في مكان الحادث" ومثله فعلت وزيرة الداخلية بريتي باتل، عبر "تغريدة" قالت فيها إنها "قلقة للغاية" من الطعن، وتراقب الوضع عن كثب، لكنها لم تصف ما حدث بأنه "هجوم إرهابي" أو تصرف فردي بدافع ما، ولا تم توصيف الطعن من أي مسؤول بريطاني آخر أيضا، الا أن وسائل اعلام محلية، ومنها صحيفة "صنداي تايمز" اليوم الأحد، ألمحت بأنه يبدو كعمل إرهابي.
ولا يزال الوقت باكرا لمعرفة الدافع لهجمة طالب اللجوء الليبي على المتنزهين في الحديقة القريبة من وسط المدينة البالغ سكانها 220 ألفا، لكن الشرطة تركز في تحقيقها الأساسي، ومن التحقيق مع المعتقل الذي يبدو من الفيديو للحظة اعتقاله أن عمره بالعشرينات، على الخيوط الكاشفة نوع الهجوم، وبالتأكيد على سيرة منفذه وعلاقاته وماضيه. أما ضحاياه، فنرى بعضهم في فيديو تعرضه "العربية.نت" أعلاه، وهم على عشب الحديقة، فيما رجال الشرطة يقومون بعمليات انعاش قلبي رئوي للجرحى منهم، الى أن أقبلت هليكوبتر ونقلتهم الى أقرب مستشفى.