يواصل حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد حملته المناهضة لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للأسبوع الثاني على التوالي، وسيعقد مؤتمراً صحفياً، اليوم السبت، في أنقرة بعد وصول الفريقين اللذين كانا يقودان مسيراتٍ متجوّلة إلى العاصمة بعد انطلاقهما من جنوب شرقي البلاد وغربها، احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات الحزب ورفع الحصانة البرلمانية عن نوابه واعتقالهم.
ومنذ خروج أنصار الحزب المؤيد للأكراد في مسيرات عبّروا فيها عن رفضهم للسياسات الحكومية بحق حزبهم يوم 15 يونيو/حزيران الجاري، استخدمت الشرطة التركية العنف ضد المتظاهرين أمام عدسات المصوّرين الصحافيين وأطلقت عليهم قنابل مسيلة للدموع. وكذلك اعتقلت المئات من بينهم برلمانيين.
وسيستمر حزب "الشعوب الديمقراطي" التعددي في حملته حتى الأول من سبتمبر/أيلول المقبل والذي يصادف يوم "السلام العالمي" في تركيا، بحسب ما أفاد مسؤولون في الحزب قالوا إن "هذه المسيرات التي تجول عموم المدن التركية جنوب شرقي البلاد وغربها ستستمر لأجل الديمقراطية والسلام والمساواة".
وأكدت إحدى المشاركات فيها أن "حملتنا نجحت رغم أن الحزب الحاكم (العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان) أطلق عبر وسائل الإعلام مع حليفه في حزب الحركة القومية دعاية سلبية لتشويه هدفنا الأساسي منها ومنع الشعب من المشاركة فيها".
وقالت ديلان طاش دمير، وهي نائبة عن الحزب المؤيد للأكراد في البرلمان التركي، إن "مسيراتنا المطالبة بالديمقراطية والسلام والمساواة خرجت من هكاري (جولميرك) جنوب شرقي البلاد ومن إدرنة في شمال غربها، وانضم إليها الشعب وشاركنا بإيصال رسائلنا الواضحة إلى الحكومة".
وأضافت لـ "العربية.نت" و"الحدث.نت" أن "حزب أردوغان يبني ديكتاتورية ومع أن سلطاته هاجمت المشاركين في حملتنا وعملت على منع الناس من الدخول إلى كلّ المدن التي نقود فيها تظاهراتنا سيراً على الأقدام إلا أن كلّ محاولاته لمنع الشعب من الانضمام إلينا فشلت، لذلك نقول إننا نجحنا رغم الخطف والقتل والاعتقال والعنف".
وتابعت أن "الشعب يرفع صوته عالياً الآن ويطالب بالديمقراطية وحل القضية الكردية، لكن أردوغان يريد القضاء على حزبنا و تصنيفنا كجماعةٍ إرهابية، وهذا لن يتمّ، فكلما حاول ذلك ازدادت جماهيرنا أكثر، والتظاهرات التي نخرج فيها منذ أسبوع خير دليل على ذلك، فقد منحت الأمل للجميع خاصة وأن لا أحد هنا يتجرأ على رفع صوته أمام فاشية أردوغان".
كما أشارت إلى أن "الشرطة اعتقلت الكثير من أنصارنا ورفاقنا من المشاركين في هذه المسيرات، لكن للأسف لا توجد إحصائية دقيقة لأعدادهم، فمسيراتنا ما تزال مستمرة رغم كل هذه الاعتقالات".
وسيعقد "الشعوب الديمقراطي" مؤتمراً صحفياً اليوم عند الخامسة بتوقيت أنقرة بعد وصول كل المشاركين في هذه الحملة إليها والذين انطلقوا من هكاري جنوب شرقي تركيا وإدرنة شمال غربها وجالوا في تظاهراتهم في كل المدن التي تفصل بين أنقرة وهاتين المدينتين.
ومن المقرر أن يصدر الحزب بياناً للرأي العام حول هذه الحملة لمطالبة الحكومة بوقف سياساتها المعادية له وحث أحزاب المعارضة التركية إلى تشكيل جبهة ديمقراطية للإطاحة بها في الانتخابات المقبلة.
ويأتي هذا التحرّك السلمي بعد سنواتٍ من حملة أمنية يقودها أردوغان ضد الحزب المؤيد للأكراد والذي يتهمه بوجود صلات تربطه مع حزب "العمال الكردستاني" المحظور لدى أنقرة وهو أمر ينفيه قادة "الشعوب الديمقراطي" بشدّة.
وعزلت وزارة الداخلية التركية هذا العام والعام الماضي رؤساء 45 بلدية من بين 65 فاز فيها حزب "الشعوب الديمقراطي" في آخر انتخاباتٍ محلّية شهدتها البلاد واعتقلت العشرات منهم.
وأسقط البرلمان التركي، يوم 5 يونيو/حزيران الجاري، الحصانة النيابية عن اثنين من نواب "الشعوب الديمقراطي"، ومن ثم اُعتقل كلاهما قبل أن تفرج السلطات عن واحدٍ منهما بعد ذلك بأيام.
ومنذ أكثر من 3 سنوات ونصف تحتجز السلطات التركية العشرات من برلمانيي الحزب المؤيد للأكراد بينهم الرئيس المشارك الأسبق صلاح الدين دميرتاش، مع الرئيسة المشاركة فيغان يوكسك داغ، رغم أنهما كانا يتمتعان بحصانة نيابية عند احتجازهما مع آخرين.