في تصاعد للتوتر الحاصل بين فرنسا وتركيا على خلفية الملف الليبي، وعملياتها في المتوسط، دعا مسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية الأربعاء "الحلف الأطلسي" (الناتو) إلى التعامل مع أنقرة. وقال المسؤول الفرنسي "لا يمكن لحلف الأطلسي أن يدفن رأسه في الرمال فيما يتعلق بتصرفات تركيا الأخيرة".
كما اعتبر المسؤول الذي تحدث قبيل قمة لوزراء دفاع الحلف أنه لا يمكن للناتو التظاهر بأنه ليس هناك مشكلة بخصوص تركيا، بل يجب التعامل معها.
إلى ذلك، اتهم البحرية التركية بسلوك نهج عدواني تجاه سفينة فرنسية خلال تنفيذها مهمة للحلف في وقت سابق.
فرنسا تدين وتنتقد
تأتي تلك التصريحات بعد اتهامات عنيفة تبادلها البلدان خلال الأيام الماضية، فقد كرر وزير خارجية فرنسا، جان إيف لو دريان، في مقابلة مع صحيفة "لاكروا"، أمس الثلاثاء، موقف بلاده، مؤكداً أن تركيا تعرض الأمن الأوروبي للخطر بإرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا. وقال "إنه خطر علينا ومقامرة استراتيجية غير مقبولة، لأن ليبيا على مسافة 200 كيلومتر من ساحل إيطاليا".
وكانت الرئاسة الفرنسية اعتبرت الأحد أن التدخلات التركية في ليبيا "غير مقبولة"، مؤكدة أنّ "فرنسا لا يمكنها السماح بذلك".
وأنقرة ترد بغضب
في حين ردت أنقرة بغضب أمس متهمة فرنسا بتصعيد الأزمة في ليبيا وانتهاك قرارات الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي من خلال تأييد الجيش الليبي ضد حكومة الوفاق، في تصعيد جديد للحرب الكلامية الدائرة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، اللذين يختلفان حول سلسلة من القضايا ومن بينها ليبيا.
كما وصفت الخارجية التركية الانتقادات الفرنسية بـ "غير المقبولة"، معتبرة أن "العائق الأساسي أمام إرساء السلام والاستقرار في ليبيا هو الدعم الذي تقدّمه فرنسا لقائد الجيش الليبي خليفة حفتر.
توتر متفاقم
ومن شأن تلك الموجة الجديدة من الانتقادات بين البلدين أن تفاقم التوتر المخيم أصلا على علاقتهما منذ العام 2016.
يشار إلى أن الدعم التركي، ولا سيما بواسطة نشر مستشارين عسكريين وطائرات مسيّرة، ونقل مقاتلين سوريين لحكومة الوفاق أتاح التقدم بمواجهة الجيش الليبي مؤخرا.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 غرقت ليبيا في حالة من الفوضى ونزاع بين الأطراف. ومنذ 2015 تتنازع سلطتان الحكم، حكومة الوفاق في طرابلس (غرب البلاد) وحكومة ثانية في شرق البلاد.