وأفادت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان ( الثورة التقنية تتعاظم ) : الثورة الصناعية الرابعة هي إنتاج القيمة من خلال الابتكار المرتبط بالتقدم الرقمي الشامل، فالابتكار الذي قاد الثورة الصناعية منذ انطلاقتها في القرن الـ18 لم يعد قادرا اليوم على مواصلة دعم البشرية على إنتاج القيمة ما لم يقترن ذلك باستخدام الرقمنة، خاصة شبكة الإنترنت، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، وسلسلة الكتل Blockchain، وهناك عدة تقارير أشارت إلى أن هذه الثورة الجديدة قد تسهم في خفض التكاليف لتصل إلى 4 في المائة مع ما يصاحبها من نمو كبير في الإيرادات. وواصلت : ورغم هذه المفاهيم والتقدم التقني، الذي وصل إلى حدود ابتكار عملة رقمية، وإنتاج السيارات ذاتية القيادة، إلا أن دخول هذه الثورة بتفاصيلها إلى حياة المجتمعات والأسر باختلافاتها المالية والثقافية كان يحتاج إلى أكثر من مجرد مؤتمر أو سيارة ذاتية القيادة، فما زالت المجتمعات غير قادرة على تحويل هذه الثورة إلى حضارة جديدة تماما، حضارة تتغير فيها العلاقات والأعمال والتجارة والأسواق. لكن - وكما حدث على مدى التاريخ - كان مرض كورونا علامة تاريخية فارقة بين حضارتين، ويمكن القول بمزيد من الثقة، إن حضارة التواصل عن بعد والتقدم الرقمي بدأت فعلا، وكان لمفهوم الثورة الصناعية والتقدم الذي حدث في وسائل الاتصال والتواصل خلال العقد الماضي، أثر واسع في هذه النقلة الحضارية الحديثة، كما سيكون على التطورات الهائلة والكبيرة في سرعات الاتصال، التي ستبدأ مع اتصالات الجيل الخامس، قيادة هذه الحضارة الجديدة، ولا أدل على ذلك الآن من تلك القفزات التي حققتها أسهم شركات التقنية والتطبيقات المبتكرة في الاتصال والتواصل والتجارة، وفي الأسواق العالمية كافة. وأكدت : لقد حققت اعتراف العالم اليوم من جميع أقطابه بالتعليم عن بعد، ذلك بعد صراع طويل ومرير ومعوقات ضخمة تساقطت جميعها حتى في أشد الدول فقرا، فتمكن الجميع من تحقيق التعليم من خلال تطبيقات التواصل عن بعد، كما تم تنفيذ الصفقات التجارية مهما بدت هامشية أو منخفضة القيمة. حتى تلك المؤسسات المتناهية في الصغر، وجدت ذاتها وجها لوجه مع التجارة الإلكترونية، وتسابقت نحو تطوير مواقع إلكترونية أو استخدام التطبيقات المختلفة للتعريف بمنتجاتها وتقديم حلول إلكترونية من أجل البقاء في الأسواق، كما قامت طوعا بتطوير أدوات السداد الإلكترونية، كذلك تلك القطاعات التي لا يمكن تقديم منتجاتها إلا من خلال موقع جغرافي حقيقي، عادت لتبتكر طرقا حديثة لتقديم هذه المنتجات من خلال تطبيقات التجارة الإلكترونية، إضافة إلى الصحة والمحاكم بأنواعها، كلها اليوم حققت قفزات تقنية كبيرة، كما أن الأسر مهما بدت غير مدركة لمفهوم الثورة الصناعية الرابعة أو التجارة الإلكترونية، مارست كثيرا من الأعمال من خلال هذه التقنيات المبتكرة. هكذا دون أن نشعر، دخلنا جميعا إلى عالم جديد كليا، عالم حقق لنا وفرا في التكلفة والوقت، وأصبحت لدى الناس ثروة من أوقاتهم التي كانت تهدر، ومن الصعب العودة إلى ذلك الهدر مرة أخرى، في ظل هذه التطورات. // يتبع //06:01ت م 0007