في خطوة تصعيدية هي الأولى من نوعها من جانب المعارضة التركية ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، بدأ حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد، اليوم الاثنين، بالخروج في تظاهراتٍ تنطلق من مدينة هكاري جنوب شرقي تركيا وإدرنة في شمال غربها، على أن تكون نقطة الالتقاء بين المشاركين في العاصمة أنقرة.
ومنذ اليوم 15 يونيو/حزيران الجاري، سيواصل قادة حزب "الشعوب الديمقراطي" وبرلمانيوه ورؤساء بلدياته، تظاهراتهم المناهضة لسياسات الحكومة التي يقودها أردوغان، مع أنصارهم والمتعاطفين معهم في عددٍ من مدن البلاد، حتى الأول من سبتمبر/أيلول المقبل، وهو يوم "السلام العالمي" في تركيا.
وشكّل الحزب المؤيد للأكراد فريقين لتنظيم هذه التظاهرات، الأول ينطلق من هكاري (جولميرك) ويقوده الرئيس المشارك للحزب متهات سانجر، والثاني تقوده الرئيسة المشاركة بروين بولدان وينطلق من إدرنة. وسيجول كلا الفريقين سيراً على الأقدام داخل عدّة مدنٍ تركية قبل أن يلتقيا في العاصمة أنقرة ويعقدا مؤتمراً صحافياً هناك يوم 20 يونيو/حزيران المقبل.
وأطلق الحزب على هذه الحملة المناهضة لأردوغان والتي ستستمر لنحو 3 أشهر، "المشي من أجل السلام"، فالمشاركون فيها سيسرون سيراً على الأقدام داخل عدّة مدنٍ تفصل بين هكاري وأنقرة، وإدرنة وأنقرة. وسيتظاهرون فيها مع أنصارهم والمتضامنين مع حملتهم ضد الحكومة.
ورفع المتظاهرون في هكاري عدّة شعارات مناهضة لأردوغان وحكومته من بينها "سننتصر بالمقاومة" و "غداً سيدفع حزب أردوغان الثمن".
وقال حسين كاتشماز، وهو نائب في البرلمان التركي عن حزب "الشعوب الديمقراطي": "لقد انطلقنا اليوم عند العاشرة صباحاً من هكاري جنوب شرقي البلاد، وهناك فريق آخر خرج من إدرنة شمال غربها، ويشارك كل أعضاء المجلس الأعلى للحزب في هذه الحملة التي تبدأ بالسيارات من مدينة لأخرى، لكن داخل المدن سنسير في كلّ أرجائها سيراً على الأقدام من أجل السلام مع أنصارنا".
وأضاف في تصريحات لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت": "لدينا في كلّ مدينة أصدقاء وأعضاء من حزبنا سيكونون في استقبالنا وسنسير معهم سيراً على الأقدام، وعلى سبيل المثال بعد هكاري سنتوجه نحو مدينة وان وسنتظاهر فيها ليومين ومن ثم ديار بكر، فأضنة وصولاً إلى أنقرة".
وتابع أن "السلطات الأمنية تعيق حملتنا السلمية هذه وتسعى لمنعنا من الانتقال من مدينةٍ إلى أخرى، لكن من حقنا أن نمشي ونتظاهر، هذا أمر قانوني ونحن اليوم نخرج في هذه الحملة الكبيرة للاعتراض على رفع الحصانة عن نوابنا في البرلمان واعتقالهم. وكذلك للاعتراض على عزل رؤساء بلدياتنا واعتقالهم أيضاً".
وأشار إلى أن "ما يحصل في تركيا اليوم، يشبه ما جرى مع الأميركي الإفريقي جورج فلويد حين قال إنه لا يستطيع أن يتنفس، فالناس هنا لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، برلمانيوهم في السجون وكذلك رؤساء بلدياتهم المنتخبون ولم يعد ممكناً أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما يجري، سنعارض هذه الممارسات ونواصل حملتنا، حتى من الجانب الاقتصادي، أوضاع الناس سيئة ويجب أن تتغير خاصة أن كثيرين منهم عاطلون عن العمل".
كما لفت إلى أن "الحزب الحاكم مكّن قبضته على الدولة ومنذ أيام أقرّ البرلمان قانون حرّاس الليل ومنحهم صلاحياتٍ كبيرة، وهم مجرّد ميليشيات لأردوغان، لذلك نعترض اليوم على عدم وجود ديمقراطية وحقوق وفرص عمل ونعترض أيضاً على ممارسات الحكومة ضد حزبنا، نحن ببساطة نمشي اليوم من أجل السلام، المساواة والديمقراطية".
وقبل نحو أقل من ساعة اعتقلت الشرطة التركية عدداً من أعضاء حزب "الشعوب الديمقراطي" بينهم برلمانيون بمدينتي إسطنبول وسيليفري قبل خروجهم للمشاركة في حملة "المشي من أجل السلام".
وتقود أنقرة حملة ضد الحزب المؤيد للأكراد منذ سنوات وتتهمه بوجود صلات تربطه مع حزب "العمال الكردستاني" المحظور في البلاد وهو أمر ينفيه قادة "الشعوب الديمقراطي" بشدّة.
وعزلت وزارة الداخلية التركية هذا العام والعام الماضي رؤساء 45 بلدية من بين 65 فاز فيها حزب "الشعوب الديمقراطي" في آخر انتخاباتٍ محلّية شهدتها البلاد واعتقلت العشرات منهم.
وأسقط البرلمان التركي، يوم 5 يونيو/حزيران الجاري، الحصانة النيابية عن اثنين من نواب "الشعوب الديمقراطي"، ومن ثم اُعتقل كلاهما قبل أن تفرج السلطات عن واحدٍ منهما بعد ذلك بأيام.
ومنذ أكثر من 3 سنوات ونصف تحتجز السلطات التركية العشرات من برلماني الحزب المؤيد للأكراد بينهم الرئيس المشارك الأسبق صلاح الدين دميرتاش، مع الرئيسة المشاركة فيغان يوكسك داغ، رغم أنهما كانا يتمتعان بحصانة نيابية عند احتجازهما مع آخرين.